للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٨] أَأَنْ رَأَتْ رَجُلاً أَعْشَى (١).

لأنَّ في تَخفيفهَا تَضْعيفاً للصوتِ، وتقريباً من السّاكنِ. فَلَمّا لم يبتدِئوا بالساكنِ لم يبتدِئوا بما قَرُبَ منهُ. وأمْرٌ آخرُ يدل على رفضِهم الابتداءَ بالسّاكنِ وهوأنهم لم يَخْرموا (٢) متفاعِلُنْ كما خرموا "فَعُولُنْ" ونحوَهُ؛ لأنَّ "متفاعِلُنْ" يُسكّنُ ثانيهِ فلو خُرِمَ لأدَّى ذلك إلى لزومِ الابتداءِ بالسّاكنِ. فإِذا رفضوا ما يؤدي إليه، فإِن يرفضوهُ نفسَهُ أولى.

والحروفُ التي يُبْتَدَأ بها (٣)؛ إذا كانَتْ متحرِّكَةً فاتّصلتْ بشيء قَبْلَهَا، لم تُحْذَفْ، ولم تُغَيّرْ، إلاّ أنْ تكونَ همزةَ وَصْلٍ نحو يا زَيْدُ إذْهَبْ، فإِنّكَ تَحْذِفُها من اللفظِ في الوصلِ، أو همزةَ قطعٍ ما قبلَهَا ساكنٌ، فإِن هذه يحذُ فهَا أهلُ التّخفيفِ، ويلقونَ حركتَها على السّاكن الذي قبلَها. كما أنَّ همزةَ الوصلِ يحذفُهَا كلُّ العَرَبِ؛ إذا اتصلتْ بشيءٍ قبلَهَا في الأمرِ العَامِ وذلكَ نحو: "كمِ (بِلُكَ) (٤)، أو تكونُ لامَ الأمْرِ أو قولُهم "هُوَ" و"هِيَ"


(١) للأعش ميمون بن قيس وتمامه:
أأن رأت رجلًا أعشى أضربه … ريب المنون ودهر منقذ خبل
ديوانه ق ٦/ ١٠ ص ٥٥، منسوب له في القيسي (٧٢ ظ)، سيبويه والشنتمري ١/ ٢٧٦، جمهرة اللغة ٣/ ٦٣، الموشح ٧١، اللسان مواد (قبل) ١٣/ ٨٠ و (منن) ١٧/ ٣٠٣ وهو غير منسوب في: المقتضب ١/ ١٥٥، الحجة ١/ ٢١٣، الرضي على الشافية ٢٦٣، شواهد الشافية ٣٣٢. وورد في ص:
أعشى "أضربه" وفي الموشح برواية: "خائن خبل" وفي اللسان "مبتل خبل".
(٢) الخرم: حذف أول الوتد المجموع من أول البيت. ويسمى الجزء أثلم أن سلم من تغيير آخر.
(٣) سقطت "بها" في ص، ل، ف.
(٤) الأصل، ع، ف، ي "كم أبلك". وفي س: "كم بلك". وفي ك، ل: "كم بلك" وهو الصواب وقد أثبتناه في المتن وبه قال سيبويه في ٢/ ١٦٥: (واعلم أن كل همزة متحركة كان قبلها حرف ساكن فأردت أن تخفف حذفتها وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها، وذلك قولك "من بوك"، و "من مك" و "كم بلك" إذا أردت أن تخفف الهمزة في الأب والأم والإبل.

<<  <   >  >>