للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنَّ الياءَ تَلْزَمُهُ (١) الحركةُ وكذلكَ الواوُ في "بَيْنَا هُوَ"، فأمّا قَولهُ:

[١٧] دارٍ لسُعْدَى إذْهِ مِنْ هَوَاكَا (٢)

وقولُ (٣) الآخَرِ:

[١٨] فَبَيْنَاهُ يَشْرِي رَحْلَهُ قالَ قَائْل (٤).


(١) ص، ع، ي: "يلزمها".
(٢) هذا الرجز من شواهد الكتاب الخمسين التي لم يعلم قائلوها. وروى القيسي أنه قبله: "هل تعرف الدار على تبراكًا".
والشاهد فيه قوله: "إذه"، أراد إذ هي فسكن الياء ضرورة تشبيهًا بعليهي ولديهي ثم حذفها بعد السكون ضرورة أخرى تشبيهًا بعليه ولديه.
ونقل ابن جنى في الخصائص ١/ ٨٩: قال المبرد في إنشاد سيبويه هذا الشطر أنه خرج من باب الخطأ إلى باب الإحالة؛ لأن الحرف لا يكون ساكنًا متحركًا في حال. قال أبو الفتح ان الذي قال: "إذ هي من هواكا"، هو الذي يقول: "هي قالت" في الوصل، وهي لغة من هي، فإذا حذفها في الوصل اضطرار أو احتاج إلى الوقف ردها فقال: هي، فصار الحرف المبدوء به غير الحرف الموقوف عليه، فلم يجب من هذا أن يكون ساكنًا متحركًا في حال، وإنما كلان قوله إذه على لغة من أسكن الياء لا لغة من حركها. أنظر: القيسى (٧٨ و)، سيبويه والشنتمري ١/ ٩، السيرافي (٢٨ نحو) ١/ ٢٦٤، الحجة ١/ ١٠٠ (أستشهد منه بقوله: "اذه من هواكا"، الموشح ١٤٧، الخصائص ١/ ٨٩، الإنصاف ٢/ ٣٥٨، ٣٦١، الرضي على الشافية ٢٢٠، شواهد الشافية ٢٩٠، الخزانة ٢/ ٣٩٩، ٤/ ٤٤٣. وقد رويت "دار" بالضم والكسر والصواب لما قبلها.
(٣) ص: "وقال".
(٤) صدر بيت للعجيز السلولى، ونسب في الخزانة كذلك للمخلب الهلالي، وتمامه برواية القيسي:
فبيناه يشري رحله قال قائل … لمن جمل رخه الملاط نجيب
الشاهد فيه قوله "فبيناه" أراد هو، فسكن ضرورة، ثم حذت الواو للضرورة والتشبيه للضمير المنفصل بالضمير المتصل في "عصاه" وهذا إنما هو على اللغة الفاشية التي هي "هو"، وأما على لغة من قال "هو" فيسكن الواو وصلًا ووقفًا فضرورة واحدة. والملاط ما ولي العضد من الجنب.=

<<  <   >  >>