للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيخ إلَّا أن يصدع بما يؤمر عن رضا وارتياح" (١).

ثم يقول أيضًا: "بعيد بعد ذلك أن يعترف عضد الدولة بأنه لا يفهم ما يقوله الشيخ، وأبعد من ذلك أن يقول عن أبي علي وهو مؤلف الكتاب: "إنه لم يفهمه هو كذلك".

ومجمل القول فِي هذه الآراء أن الدكتور شلبي لا ينفي أن الإِيضاح قد وضع لأبناء أخي عضد الدولة، وهم صبيان بحاجة إِلَى من يعلمهم بيسر وسهولة لكنه ينفي "أن يكون عضد الدولة قد قَالَ عن الإِيضاح أَنَّهُ كتاب يصلح للصبيان. إن هذا التعارض لا يوصله إِلَى النتيجة التي وصل إليها فِي هذا الأمر وهي قولُه: "والذي أراه - فِي هذه الروايات المتضاربة - أن الرواة قد تزيدوا وأسندوا إِلَى عضد الدولة ما لم يكن منه، ولم يتحدث به" (٢).

ورواية الزبيدي المتقدمة منفردة وسنناقش مدى صحتها، فِي حين أن أكئر التراجم أكدت القول بأن عضد الدولة استقصر الإِيضاح لسهولته واستصعب التكملة وهما أمران أشار لهما الدكتور شلبي أيضًا.

إن أوَّلَ من استوقفته أقوال عضد الدولة فِي "الإِيضاح" و "التكملة" هو أَبُو البركات ابن الأنباريّ وعلق عليها بقوله: "ولو صدر هذا الكلام من بعض أئمة النحويين، لكان كبيرًا فكيف من بعض الملوك؟ " لكنه لم ينف أقوال عضد الدولة فِي الكتابين، ولا يحمل كلامه على الوجه الذي حمله عليه دارس أبي علي المتقدم ذكره.

والذي أريد أن أصل إليه أَنَّهُ ليس من المستبعد أن يقول عضد الدولة ما قاله للبون الشاسع الذي رآه بين كلّ من "الإيضاح" و"التكملة"، وإن


(١) المرجع السابق ٥١٦.
(٢) المرجع السابق ٥١٥.

<<  <   >  >>