للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَو مُعْتلًا، فأَما جَمْعُ الصَّحيحِ فَقَدْ تَقَدّمَ في أَوّلِ الكتاب ذِكْرُهُ (١). والمعتلُّ ما كانَ آخِرُه ألفًا أَو ياءًا قبلَها كسرةٌ فإذَا جَمَعْتَ ما آخرُه ألِفٌ هذا (٢) الجَمْعَ قُلْتَ في مُثَنَّى ومعَلَّى وَمُصْطَفَى والأعلى: "هؤلاءِ مُثَنَّوْنَ ومُصْطَفَوْنَ ومُعَلَّوْنَ والأَعْلَوْنَ، فحذفْتَ الألفَ التي قَبْلَ الواوِ، وبَقِيَ ما قبلَها على ما كانَ عليهِ من الفتحِ. وكذلكَ الجر والنصبُ إِلا أنكَ تَجْعَلُ مكانَ الواوِ ياءًا. وفي {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ} (٣). وجاء في الجَرِّ {وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ} (٤). ومما شَذَّ من هذا البابِ قولُه:

[٢٢] متى كُنّا لأُمِّكَ مَقْتوِيَنا (٥).


(١) س: "ذكره" في أول الكتاب.
(٢) ى: "في" هذا. سهو.
(٣) آية ٣٥/ محمد ٤٧.
(٤) آية ٤٧/ ص ٣٨. وقد سقطت "الأخيار" في: ص.
(٥) عجز بيت لعمرو بن كلثوم من معلقته المشهورة وتمامه.
تهددنا وأوعدنا رويدًا … متى كنا لأمك مقتوينا
والشذوذ الذي ذكره أبو علي في الشاهد، هو صحة الواو في قوله "مقتوينا" وكان حقه أن يقول "مقتيين" وهي من القتو.
وإنما صحت هذه الواو لما بنى على الجمع إذ لا واحد له كما صححت واو "مذروان" لما بنى على التثنية فجرى مجرى عنفوان إذ لا واحد له، ولولا أنه بناه على الجمع لوجب أن يقول "مقتيين". قال سيبويه ٢/ ١٠٣: "وسألوا الخليل عن مقتوى ومقتوين فقال: هذا بمنزلة الأضعري والأشعرين" قال: إن شئت قلت جاءوا به على الأصل كما قالوا: مقاتوة، حدثنا بذلك أبو الخطاب عن العرب، وليس كل العرب تعرف هذه الكلمة. يريد: إن شئت صحت واوه في جمع السلامة كما صحت في جمع التكسير. وسبب صحة الواو لتكون دليلاً على النسب. لأن واحدة مقتوى منسوب إلى مقتى، مفعل من القتو، وكان قياسه أن يقول مقتويون كما تقول بصري وبصريون، وكوفي وكوفيون، وشبهه. وجاء الشاهد منسوبًا في شرح القصائد العشر للتبريزي، معلقة عمرو ٤٨/ ١١٧، شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات ف ٥/ ٤٦ ص ٤٠٢ القيسي (٨١) ظ، نوادر أبي زيد ١٨٨، الشعر والشعراء ٢٣٥، الأضداد لابن بشار الأنباري ١٠٣، جمهرة اللغة ٢/ ٢٦، المصنف ٢/ ١٣٣، اللسان (قتا) ٢٠/ ٢٩، الخزانة ٣/ ٣٢٦، وورد غير منسوب وبعجزه فقط في: توجيه ١=

<<  <   >  >>