للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلكَ الأسمانِ اللذانِ يُجْعَلُ أحَدُهما مع الآخِر بمنزلةِ اسمٍ واحد نحو مَعْدِي كَربَ، وخمسةَ عَشَرَ، اسم رجلٍ، تَحْذِفُ الآخرَ منهما وتنسُبُ إِلَى الصَدْرِ، فتقولُ فِي معدي كَرِبَ: مَعْدِيٌّ ومَعَدَوِيٌّ فيمن قالَ: حَانَوِيٌّ. وفي دَرَا بَجِرْدَ: دَرَابيٌّ (١).

فَأما اثنا عَشَرَ (٢) فلا يَجوزُ أنْ تَنْسُبَ إليهِ وهو اسمُ عَدَدٍ، لأنَّكَ إنْ أثْبَتَّ جَمَعْتَ بينَ المتعاقبينِ. وإنْ حَذَفْتَ الْتَبَسَ، وإنْ (٣) سَمَيتَ به شيئًا (٤) جازَ أنْ تَنْسُبَ إليهِ فتقولُ (٥): أثْنيٌّ وإن شِئْتَ: ثَنَوِيُّ (٦) ولابدَّ منْ رَدِّ اللامِ.

ومن ذَلكَ الأسماءُ المحكيّةُ. وَذَلكَ نحو تأبِّطَ شرًا، وبَرَقَ نَحْرُه، تقولُ (٧): تَأبطيٌّ (٨) فتحذِفُ المفعولَ وتَخْلَعُ من الفِعْلِ الضمِيرَ. وقالوا فِي الإِضافةِ إِلَى كنْتَ: كونيٌّ (٩) {وإنْ شئْتَ كنْتيٌّ} (١٠).

ومِنْ ذَلكَ النَّسَبُ إِلَى المُضافِ. إعلمْ أن المُضافَ إليهِ (١١) على ضربينِ.


(١) فِي المعرب ص ٢٠١ - ٢٠٢: "درابجرد" اسم مدينة من مدن الأعاجم. قَالَ أَبُو حاتم والنسبة إليها "درابى" أو "جردى" أحدهما، و "درابى" أجود.
(٢) ل: "اثنتا عشر".
(٣) غير الأصل، ل، ي: "فإن" أرجح.
(٤) سقطت "شيئًا" فِي ف.
(٥) ص، ي: "فقلبت".
(٦) ع، ل: "قلت": ثنوى.
(٧) س، ي: "فتقول".
(٨) علل سيبويه هذه النسبة بقوله: "ويدلك على ذلك أن من العرب من يفرد فيقول: "ياتأبط أقبل" فيجعل الأول مفردًا فكذلك تقرده فِي الإضافة، انظر الكتاب ٢/ ٨٨.
(٩) س: "كنوى". سهو؛ لأنَّ النسبة إِلَى أصل الكلمة وهو "كون" وليس "كنو".
(١٠) تكملة من ج ر، مجموعة م عدا س، إثباتها أولى.
(١١) ص، ف، ي: "المضاف" سهو.

<<  <   >  >>