للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على غيرِ بِنائِهِ، فقالوا: إحدى وعِشْرونَ، وإِحْدى عَشَرَةَ، فاستعملُوه مضمومًا إِلَى غيرهِ. قَالَ (١) أَبُو عُمَر: ولا يقولونَ (٢) رأيْتُ إحدى، ولا جاءَني إحْدى، حَتَّى يُضَّم إِلَى غيرِه. وقَالَ أحمدُ بن يَحْيَى (٣): واحدٌ وأحَدٌ وَوَحَدٌ بمعنى (٤). والحادي فِي نحوِ الحادي عَشَرَ كأنَّه مقلوبُ الفاءِ إِلَى موضعِ الَّلامِ.

وإِذا أجْرِيَ (٥) هذا الاسْمُ على القَديمِ سبحانَه، جازَ أن يكونَ الذي هوَ وَصْفٌ كالعالم (٦) والقادِرِ، وجازَ أنْ يكونَ الذي هو اسمٌ كقولنا شيءٌ، ويقوِّي الأَوَّلَ قولُه تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (٧). وقولُهم: اثنانِ محذوف موضعِ اللَّامِ. كما أن قَوْلَهم إبنانِ كذلكَ. وللمؤنَثِ "اثْنَتانِ" كما تقولُ: "ابنتان"، وإن شئتِ "ثِنْتانِ" كما تقولُ: (٨) "بِنْتانِ".


(١) ي: "فقال".
(٢) ع، ل: "ولا يقال".
(٣) أحمد بن يحيى (٢٠٠ - ٢٩١): وهو أَبُو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار مولى بني شيبان، المعروف بثعلب، إمام الكوفيين فِي النحو واللغة أخذ عن ابن سلام وابن الأعرابي وسلمة بن عاصم. وروي عنه اليزيدي وعلى بن سليمان وأبو بكر الأنباريّ، وكان ثقة حجة مشهورًا بالحفظ والمعرفة بالغريب ورواية الشعر، وكان شديد العناية بكتب الفراء ومسائله، فهو لذلك لم يكن يعلم مذهب البصريين ولا مستخرجًا للقياس. وكان هو والمبرد شيخي وقتهما، إلَّا أن ثعلب يتجنب مناظرة المبرد؛ لأنهما إِذا اجتمعا حكم للمبرد.
له كتب كثيرة أهمها "المصون" و"اختلاف النحويين" و"معاني القرآن و "القراءات" و"حد النحو" و"المجالس" و"الفصيح" انظر ترجمته فِي طبقات الزبيدي ١٥٥ - ١٦٨، معجم الأدباء ٢/ ١٠٥ - ١٤٦، إنباه الرواة ١/ ١٣٨ - ١٥١، بغية الوعاة ١٧٢ - ١٧٤.
(٤) ك، ل: بمعنى واحد، س: واحدة وأحدة وإحدى بمعنى.
(٥) ص، ي: "وإِذا جرى".
(٦) س: "نحو العالم".
(٧) آية ١٦٣/ البقرة ٢.
(٨) ص: كما قالوا.

<<  <   >  >>