للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثالُ الضَّربِ الثَّاني: كقولنا: ثالثُ اثْنينِ، وخَامسُ أربعةٍ، فهذا يجري على قولكَ (١) خَمَسْت أربعةً وثَلَثْت اثنينِ. وعلى هذا قولهُ: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} (٢) وقولهُ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} (٣).

فإذا جاوَزْتَ العَشَرةَ فِي هذا (٤) البابِ فَقُلْتَ (٥) أحَدَ عَشَرَ واثنا عَشَرَ وثَلاثَةَ عَشَرَ، فإِنَّ الاشتقاقَ من اسْمِ العَدَدِ، يكونُ على الوجهِ الأول، ولا يكونُ على الوَجْهِ الثاني، وهو خامسُ أرْبَعَةٍ؛ لأنَّه لا يستقيمُ أنْ يُشْتَقَّ من ثَلَاثَةَ عَشَرَ ونَحْوِ؛ فِعْلٌ، فَيجْري اسمُ الفاعلِ عليه، فتقولُ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ على حَدِّ قولكَ خامسُ (خَمْسةٍ) خَامسَ عَشَرَ وسادسَ عَشَرَ (٦) فتفتحُ آخرَ أوَّلِ الاسمينِ اللَّذينِ جُعِلا اسْمًا واحدًا، وآخرَ الثاني، كما فَعَلْتَ ذلكَ بثَلاثَةَ عَشَرَ ونحوِه. فإِنْ (٧) كانَ آخرُ الأسمِ الأَوَّلِ ياءًا نحو ثاني عَشَرَ وحادي عَشَرَ أسْكنْتَهُ، وإِنْ كانَ فِي موضعِ فَتْحٍ. كما أسكنْتَ فِي بادي بدا وقالي قلا (٨) ونحوِ ذلكَ، ويجوزُ (٩) أنْ تَفتَحَ.


(١) ي: "على قولُه".
(٢) آية ٢٢/ الكهف ١٨. وقد سقط قولُه تعالى "سيقولون" فِي ف.
(٣) آية ٧/ المجادلة ٥٨.
(٤) ع، ل: "من" هذا.
(٥) الأصل: "قلت" سهو.
(٦) فِي هذه الجملة اضطراب واختلاف بين النسخ: ففى الأصل: "خامس خامس عشر وسادس عشر، وفى س: "خمس خامس عشر" فقط. وفي ص، ف، ي: "خامس خامس عشر وسادس سادس عشر" وما أثبته في ج ر، مجموعة م عدا س وهو الذي يقتضيه السياق.
(٧) ي: فإذا.
(٨) انظر فِي الكلمتين: سيبويه ٢/ ٥٤، المقتضب ٤/ ٢٢، الخصائص ٢/ ٣٦٤، البيان فِي غريب إعراب القرآن ١/ ٧٢، معجم البلدان ٧/ ١٧ - ١٨.
(٩) ف: ويجوز "لك".

<<  <   >  >>