للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تأنيثٌ حقيقيٌّ، وتأنيثٌ غَيرُ حقيقيٍّ. فالحقيقيُّ: ما كانَ بإزائهِ ذكَرٌ نَحوَ امرأةٍ وَرَجُلٍ، وَنَاقَةٍ وجَمَل، وعَيْرٍ وأتَانٍ، وحَمَلٍ وَرَغَلٍ وجَدْيٍ وَعَناقٍ.

وَغيرُ الحقيقيّ: ما لَحِقَ اللفظَ (١) فقط، وَلَمْ يكُنْ تَحتَهُ معنًى لَهْ، وذَلَكَ نحو البُشرَى والذِكرى وَطَرْفَاءَ وصَحراءَ وغُرْفَةٍ وَظُلْمَةٍ وقِدْرٍ وَشَمسٍ وَدَارٍ وَنَارٍ (٢). فتأنيثُ هذِهِ الأشياءِ تأنيثُ لَفظٍ لا تأنيثُ حقيقةٍ.

فَما كانَ من التأنيثِ حقيقيًا فإن تذكيرَ فِعْلِهِ إذا تَقَدَّمَ فاعِلُهُ لا يَسوغُ في الكَلَامِ وَحَالِ السَّعَةِ. وذلكَ نحوُ سَعَتِ المرأةُ، وَذَهَبَتْ سَلمى وَبَعُدَتْ (٣) أسماءُ. فَتلزَمُ العَلَامَةُ حَسَبِ لزُومِ المَعْنَى وحَقِيقَتِهِ، لتؤُذِنَ أَنَّ المُسْنَدَ إليهِ الفِعْلُ مُؤنَثٌ، وَعَلَى هذا قالوا: قَامَا غُلاماكَ.

وَيَعصِرْنَ السَّليطَ أقارِبُهْ (٤)

إِلَّا أَنَّ الأحسَنَ هُنَا أنْ لا تَلْحَقَ الفِعْلَ علامَةُ تَثنِيَةٍ، ولا جَمْع؛ لأنَّ التَثنيَةَ والجَمْعَ لا يَلْزَمَانِ لُزومَ التأنيثِ الحقيقيّ، وَقَدْ جَاءَ في الشِّعْرِ:


(١) ف: "ما كان تأنيثه باللفظ".
(٢) ع: "ونار ودار".
(٣) مجموعة م: "وقعدت".
(٤) جزء من بيت للفرزدق في هجاء عمرو بن عفراء، وتمامة:
ولكن ديافي أبوه وأمه … بحوران يعصرن السليط أقاربه
دياف: ترية بالشام، والسليط: دهن السمسم وهو هنا الزيت.
ديوانه ص ٤٦، ومنسوب له في: القيسي ١٠٢،، سيبويه والشنتمري ١/ ٢٣٦، السيرافي (١٣٧ نحو) ٢/ ١٧٠ ظ، الأمالي الشجرية ١/ ١٣٣، وشروح سقط الزند (العجز، عن البطليوسي) القسم الثانى/ ٥٥١، وبتمامه (عن الخوارزمى) القسم الثالث/ ١٣٠٠، ابن يعيش ٣/ ٨٩ و ٧/ ٧ اللسان مواد (سلط) ٩/ ١٩٣ و (ديف) جـ ١١/ ص ٧، الخزانة ٢/ ٣٨٦. وغير منسوب في إعراب أبيات ملغزة ٢٥٨، الخصائص ٢/ ١٩٤ (بجزئه الذي ورد في التكملة).

<<  <   >  >>