للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بيضٍ، [قال التَّوَّزى (١): (بيَض)] (٢) وَحَكَى أحمَدُ بنُ يَحَيَى (٣). رَجُلُ كيصَا (٤)، إِذا كانَ يأكُلُ وَحْدَه، وقد كاصَ طعامَه كيصًا؛ إذا أكلَهُ وَحْدَه. وَلَيَس هذا خلافُ ما حَكَاه سيبويهِ لأنه حَكاهُ مُنَوّنًا، ولكن زَعَمَ سيبويهِ (٥) أنَّ فِعْلَى لا تكونُ صِفَةً إلّا أن تُلْحقَ تاءَ التأنيثِ، نحو رَجُلٍ عِزْهاة (٦) وامرأةٍ سِعْلاةٍ. وحكى أحمدُ بنُ يَحيَى الكلمةَ بلا هاءٍ فهوَ منْ هذا الوجهِ (٧) خِلافُ قولِ سيبوَيهِ. وأما "فِعْلَى" الذي (٨) يكونٌ جَمْعَاً، فما علمتُه جَاءَ إلَّا في (٩) حَرْفَيْنِ: قالوا في جَمْعِ حَجَلٍ (١٠): حِجْلَى. قال الشاعرُ:


(١) التوزي: هو أبو محمَّد، عبد الله بن محمَّد بن هارون، مولى لقريش ولذا كان يدعى كذلك بالقرشي، وتوز التي نسب إليها، موضع ببلاد فارس، قرأ كتاب سيبويه على أبي عمر الجرمي. وصفه المبرد بأنّه "أعلم الناس بالشعر"، وكان أعلم من الرياشي والمازني وأكثرهم رواية عن أبي عبيدة. وقد قرأ أيضًا على الأصمعي وغيره. توفي سنة ٢٣٠ هـ وله مصنفات منها: "الأمثال" و"الأضداد" و"فعلت وأفعلت" و"النوادر". أنظر ترجمته في: أخبار النحويين ٦٥ - ٦٦، طبقات الزبيدي ١٠٦. نزهة الألباء ٢٣٢ - ٢٣٣، إنباه الرواة ٢/ ١٢٦، بغية الوعاة ٢٩٠.
(٢) ساقط في غير الأصل. ووجد مكانها في ك فراغ كتب فيه مبيض.
والمناسب أن يقال: (أصلها) بيض. وفي الصحاح (بيض) ١٥٦٧: "وجمع الأبيض: بيض بضم الياء وأصله "بيض"، وإنما أبدلوا من الضمة كسرة لتصح الياء". انظر أيضًا المصنف ١/ ٣٤٠.
(٣) أنظر: مجالس ثعلب القسم الثاني/ ٣٢٣ - ٣٢٤، الاستدراك للزبيدي ١٢، ابن ولاد ٧٤.
(٤) رجل كيصي. وفي القاموس وشرحه: فلان كيصي، كعيسى. وينون، وكسكرى: يأكل وحده وينزل وحده.
(٥) سيبويه ٢/ ٣٢٠ ونصه: "ويكون على فعلى نحو ذفرى ومعزى. كما قالوا فعلاة بالهاء صفة نحو امرأة سعلاة ورجل عزهاة".
(٦) في الصحاح (عزه) ٢٣٤٠: رجل عزهاة، وعزهاءة، وعزهى منون: لا يستطيب للهو، ويبعد عنه".
(٧) س: في هذا الوجه، ك، ل "فهذا".
(٨) ع: "التي".
(٩) ف: إلا "على".
(١٠) س: "في حجل". والحجل: الذكر من القبج والأنثى حجلة.

<<  <   >  >>