للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قولُهم العِلْبَاءُ والحِرْباءُ والسَّيْسَاءُ للظَّهْرِ، والزَّيَزَاءُ (١) والقِيقَاء (٢) والطَّيماءُ (٣). ومن هذا قولُ من قالَ: {تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} (٤)، فكسَرَ الأوّلَ منه، إِلاّ أنَّهُ لم يَصْرِفْ لأنَّه جَعَلَه اسْماً للبُقْعَةِ.

ومن المضمومِ الأوّلِ، قولُهُمْ لضَرْبٍ من النبْتِ: الحُوّاءُ وواحده (٥) حُوَّءةٌ، والعُزَّاءُ [والطُّلاءُ للدّمِ وقالوا: خُشّاءٌ وقُوْبَاءٌ] (٦). فأمَّا الهمزتانِ في عِلْباءٍ وقُوْباءٍ فمنقلبتانِ عنِ الياءِ التي في (٧) دِرْحَايَةٍ (٨) لَحقَتِ الكلمتينِ لتُلْحِقَهُمَا بالأصُولِ (٩). أما (العِلْبَاءُ) (١٠) فبِسِرْدَاحٍ وحِمْلاقٍ، وأَمَّا القُوْبَاءُ، (فَبِقُرْطَاسٍ) (١١)، إِلاَّ أن اليَاءَ انْقَلَبَتْ فيهما، ولَمَ تَصِحَّا لبناءِ الكلمةِ على


= هذا الوزن مكسور الأول أو مضمومة فهو بناء لا يكون للتأنيث أبداً، وما كان مفتوح الأول فهو بناء لا يكون للتذكير أبداً.
(١) الزيزاء: الأكمة الصغيرة، وقيل الأرض الغليظة.
(٢) القيقاء: وهي المكان الغليظ كثير الحجارة.
(٣) الطيماء: الجبلة، وقد سقطت من ف، وصحفت في ص: (الظيماء).
(٤) آية ٢٠/ المؤمنون ٢٣. وقرأها بالكسر غير ابن عامر والكوفيين (التيسير للداني ١٥٩، أنظر أيضاً الكشاف ٣/ ٢٩.
(٥) ص: "وواحدها".
(٦) ساقط في ف.
(٧) ص: في "نحو".
(٨) في: (درح) من الصحاح ١/ ٣٦١ واللسان ٣/ ٢٩٥: رجل درحاية: كثير اللحم سمين ضخم البطن لئيم الخلقة.
(٩) في المقتضب ٤/ ٤: "فإن قلت ما بال حرباء، وعلباء، وقوباء ينصرفن في المعرفة والنكرة، والزائدتان في آخر كل واحدة منهما كالزائدتين في آخر حمراء، هلا ترك صرفهن في المعرفة كما ترك صرف ما ذكرنا من الملحقات؟
فالفصل بينهما، إن الأوائل التي وصفنا الفاتها غير منقلبة، وألفات هذه منقلبة من ياءات قد باينت الفات التأنيث؛ لأن تلك لا تكون إلا منقلبة من شيء فقد باينتها. والدليل على ذلك قولهم درحاية، إنما هي فعلاية، فلو ذكرت قلت: درحاء كما ترى كقولك: سقاء وغزاء. انظر أيضاً: سيبويه جـ ٢/ ١٠.
(١٠) الأصل، مجموعة م: "العلباء" تصحيف.
(١١) غير س، ع: "فبالقرطاس"، وما أثبته أرجح لمقتضى السياق.

<<  <   >  >>