للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنْ ذلكَ ما دَخَلَ على الأعْجَميَّةِ المُعَرَّبَةِ نحو السيابجَةِ و (الموازِجَةِ) (١) والجوارِبَةِ. وقد قالوا: صيقلٌ وصيَاقِلَةٌ وقَشْعمٌ وقَشَاعِمَةٌ، فَدَخَلَتْ الاسْمَ (٢) على غَيْرِ هذينِ الوجهينِ:

فإنْ شئتَ حَذَفْتَ الهاءَ فقُلْتَ: الأشاعِثُ والسَّيابجُ كما تقولُ: الصَّياقِلُ. ومن ذَلكَ (٣) أن تَدْخُلَ الهاءُ فِي هذا (٤) المثالِ من الجَمْعِ عوضًا من الياءِ التي تَلحَقُ مثالَ مفاعلَ (٥) وذلكَ نحو (٦): فِرزانٍ وفَرَازِنَةٍ، وجحْجَاحٍ وجَحَاجحَةٍ، وزِنْديقٍ وزَنَادِقَةٍ.

فالهاءُ فِي هذا البابِ لازِمَةٌ لا تُحْذَفُ؛ لأنَّها تُعاقِبُ الياءَ التي فِي الجَحاجيح، فإنْ حَذَفْتَها أتيتَ بالياءِ؛ لأنَّهما يتعاقِبانِ. وإنَّما اجتمعتْ النِّسْبَةُ والعُجْمَةُ فِي لحَاقِ (٧) الهاءِ (٨) لهما فِي أشاعِثَةٍ وموازِجَةٍ، لاتفاقهمَا فِي النقْلِ من حالٍ إِلَى حالٍ لم يكونا عليها. فالنسَب (٩) قد صارَ الاسمُ فِيهِ (١٠) وصفًا بعد أن لم يَكُنْ كذاك (١١)، والعَجَميُّ بالنقلِ صار مُعربًا بعد أنْ لم يكنْ كذاك (١١). وليس ذلك (لاتفاقِ) (١٢) العُجْمَةِ والتَّأنيثِ فِي المَنْعِ من


(١) الأصل: "والموازبة"، وما أثبته فِي غيره، وقد وردت "الموازحة" عند سيبويه ٢/ ٢٠١، ولم ترد "الموازبة" عند الكلام عن باب "مفاعل".
(٢) ص، ف: فدخلت "الهاء" الاسم.
(٣) مجموعة عدا س "قال": ومن ذلك.
(٤) ع، ل: "على" هذا.
(٥) ص: "مفاعيل". تحريف.
(٦) سقطت: "نحو" فِي ك.
(٧) ف: "الحاق".
(٨) ص: "التاء".
(٩) تكرر الكلام فِي نسخة الأصل بعد قوله "فالنسب" من صفحة ١١٥ ظ سطر ١٢ إِلَى ١١٦ ظ سطر ١٦.
(١٠) غير الأصل، س، ص: "به". أرجح.
(١١) غير الأصل، س: "كذلك".
(١٢) الأصل: "كاتفاق". تحريف.

<<  <   >  >>