للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٤٦] إِذا رمَى مَجْهُوله بالأجْنُنَ (١).

فكما جَمَع جنينًا (على أجننٍ) (٢)، وكان حقُّه (٣) أجنةً كذلك جَمَعِ سَمَاءً على أسْمِيَةٍ وكان حَقُّهُ اسْمٍ (٤). فَعَلَى قولِ أبي الحَسَنِ يكونُ قولُهُم السَّماءُ للْمَطَرِ، باسْمِ السَّماءِ لنزولهِ منها، كنحةِ تَسْميَتِهمْ المَزادةِ (٥) روايَةً (٦)، والفِنَاءَ عَذِرَةً (٧). وعلى قولِ البغداديين كأنَّه سمِّيَ سَماءً لارتفاعهِ (٨). كما سمَّوا السَّقْفَ سماءًا لذلك (٩). والوجه قول أبي الحسن لروايته التَّأنيث فيها.


(١) ديوان رؤبة ق ٥٧/ ٧٩ ص ١٦٢ من قصيدة يمدح بها بلال بن أبي بردة. ومنسوب له فِي: القيسي ١٥٩ و (قَالَ: ويروى أيضًا لذي الرَّمة)، المخصص ١٧/ ٢٣، شواهد الشافية ١٣٤. وروايته فِي الأصل "فِي الاجنن" سهو، وروايته في ع: "إِذا رمت" وفي الديوان "إِذا رمت مجهوله بالاجبن". وذكر القيسي، هذه الرواية، قَالَ: جمع جبين، وهو مذكر، ويجمع على أجبنة وجبن، ويكون المعنى إِذا استقبلن مجهول هذا بوجوههن. قَالَ: وصواب الإنشاء: "وإن رمت مجهوله بالاجنن" وذكرت رواية "بالاجنن" أيضًا فِي شواهد الشافية.
(٢) سقطت "على أجبن" من الأصل.
(٣) ف: "جمعه".
(٤) ص: "اسم" سهو وفي المذكر والمؤنث للمبرد ص ١٢٠: "السماء تكون واحدة مؤنثة بالبنية … فإذا كانت قد جمعت فقيل: "سماوات" ويجوز "سماءات". ويجوز في جميعها: "سمى"، و "اسم" و "أسمية".
(٥) ص: للمزادة.
(٦) ف: "رواية" تحريف، وفي اللسان (زيد) ٤/ ١٨٢: والمزادة: الراوية لا تكون ألا من جلدين تفأم بجلد ثالث بينهما لتتسع. انظر أيضًا من اللسان مادة (روى) ١٩/ ٦٤.
(٧) انظر اللسان (عذر) ٦/ ٢٢٨ - ٢٢٩.
(٨) س: لارتفاعها. سهو.
(٩) قَالَ الجرجاني فِي المقتصد (١٣٣ ظ - ١٣٤ و): مقصود قول أبي علي أنهم - أي البغداديين - لا يجعلونه مستعارًا من المظلة بمحى أن المطر منها يجيء ولكنهم يجعلونه اسمًا للمطر على الانفراد، من حيث الارتفاع كما سمي السقف بذلك، وليس ذلك بالقول لأنَّ المطر لا يوصف بالارتفاع على الحقيقة، وإنَّما الارتفاع لما ينزل منه وهو السماء.

<<  <   >  >>