للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن قالَ: هذا (١) قَاربٌ فأمالَ، قالَ: مررتُ بِقَادِرٍ فنصبَ ولم (٢) تَقَو الرَّاءُ على المستعلِي، حيثُ بَعْدَتْ؛ لأنَّ الرَّاءَ ليسَ بحرف مستعلٍ، وإنَّما هو من موضعِ اللَّامِ، وقريبةٌ من الياءِ، وبعضُ اللُّثْغِ يَجْعَلُها ياءًا تَقْوَ على المستعلِي لمَّا بَعْدَتْ. وزُعِمَ (٣) أنَّ قومًا تُرْتَضَى عربيّتُهُمْ قالوا: مَرَرْتُ بِقَادِرٍ لمَّا رأى الإِمالةَ جائزةً فِي قاربٍ كما جازَتْ (٤) فِي جَارم جَعَلَ قَادِرًا فِي الجَرِّ ككافرٍ كما جَعَلَ (قارِبًا) (٥) كجَارِمٍ وأنْشَدَ (٦):

[٢٣٨] عَسَى اللهُ يُغْنِي عن بلادِ ابْنِ قادِرٍ … بِمُنْهَمِرٍ جَوْنِ الرَّبابِ سَكوبِ (٧)

وتقولُ فِي الرَّفْعِ: هو قَادِرٌ فلا تُمِيلُ كما أمالَهُ (٨) فِي الجرِّ وتقولُ: نَاقَةٌ فارِقٌ وأنْيُقٌ مَفَارِيق فلا تُمِيلُ كما لم تُمِلْ فِي نَاعقٍ.


(١) سقطت "هذا" فِي ص.
(٢) س: "إِذا لم" سهو.
(٣) المقصود "بزعم" هو سيبويه ونص قولُه هذا فِي الكتاب ٢/ ٢٦٩ وهو: "وقد قَالَ قوم ترتضى عربيتهم مررت بقادر قبل، للراء حيث كانت مكسورة وذلك أَنَّهُ يقول: قارب، كما يقول: جارم، فاستوت القاف وغيرها، فلَمَّا قَالَ مررت بقادر أراد أن يجعلها كقوله مررت بكافر فيسويهما هاهنا كما يسويهما هناك".
(٤) ك: "كما جاءت".
(٥) الأصل: "قادرًا" سهو. انظر المرجع السابق.
(٦) غير الأصل ك، ف: "وأنشدوا".
(٧) لهدبة بن خشرم العذري وقيل لسماعه النعماني يهجو رجلًا من بني نمير. الشاهد فِيهِ جواز إمالة الألف من قادر وإن كَانَ قبلها المانع، وذلك لقوة الراء المكسورة على الإمالة.
والرباب ما تدلى من السحاب دون سحاب غيره.
نسب لهدبة فِي: القيسي ١٩٤ و، الأصول ٢/ ٤٨٦، ولسماعه النعماني فِي فرائد القلائد ٣٨٦ - ٣٨٧. ولم ينسب فِي: سيبويه والشنتمري ١/ ٤٧٨ و ٢/ ٢٦٩، الشعر والشعراء ٢/ ٦٧٦، حماسة البحتري ٧، المقتضب ٣/ ٤٨، الكامل ١١٢، السيرافي (٥٢٨ نحو) ٥/ ٣٦٢، الحجة ١/ ٣٠٦، ابن يعيش ٧/ ١١٧، التصريح ٢/ ٣٥٤.
(٨) ع: كما أملته.

<<  <   >  >>