للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنَّ الياءَ أخَفُّ من الواوِ ألا تَرَاهُمْ قَلَبُوها (١) إليها في نحو سَيَّدٍ ومَيَّتٍ، وهي أيضاً قريبةٌ (٢) من الألفِ فصارتْ بمنزلةِ الألفِ بعدَ الياءِ.

وأمّا ما كانَ على فَعِلَ يَفْعِلُ وواوهُ فاءٌ فنحو (٣) وَلِيَ يلِي، وَوَمق يَمِقُ، فإنَّ الفاءَ تحذفُ منهُ كما (حُذِفَتْ) (٤) في بابِ فَعَلَ يَفْعِلُ، لوقوعُ الواوِ بينَ الكسرةِ والياءِ في البابينِ. وحذفوا الواوَ من وَطِئَ يَطَأُ، ووَسِع يَسَعُ؛ لأنّهُ من فَعلَ يَفْعِلُ في الأصْلِ. وإنَّما فُتحَ العَيْنُ، من أجلِ حرفِ الحَلْقِ، فأُجْرِيَ على حُكْمِ الأصْلِ، الذي هو الكسرةُ، كما أُجْرِيَتِ الكسرةُ في الترامِي، ونحوِهِ، مجرى الضَّبَّةِ التي هي الأصْلُ، ولولا ذلكَ لم تُصْرَفِ الكَلمةُ.

وأمَّا فَعِلَ يَفْعَلُ، نحو وجِلَ يَوْجَلُ ووَجلَ يَوْجَلُ، ففيه أرْبَعُ لُغَاتٍ أكثرهَا وأعلاهَا أن تَصبحَّ الواو لأنَّها لم تَتَوسَّطِ الياءَ والكسرةَ وهي لغةُ القرآنِ في قولِهِ {"قالوا": لا تَوْجَلُ} (٥) ومنهم من يقولُ: يَأْجَلُ (٦)، فيُبْدِل من الواوِ الألِفَ لما انْفَتَحَ ما قَبْلَها. ومنهم منْ يقولُ: يَيْجَلُ فَيُبدِلُ من الواوِ الياءَ (٧)


(١) مجموعة م، ج ر: "يدعونها"، ص: "ينقلونها"؛ ف: "ألا ترى أنهم يقلبونها".
(٢) ص: "قريب".
(٣) ع: "نحو" سهو.
(٤) كذا في س، ع، ج ر. وفي الأصل: كما "حذف" سهو، وفي ص، ف: كما "تحذف".
(٥) آية ٥٣/ الحجر ١٥ وتكملتها من س، ص. وقراءة (لا توجل) هي قراءة الحسن، قال أبو الفتح: هذا منقول من وجل يوجل، وجل وأوجلته، كفزع وأفزعته، ورهب وأرهبته (أنظر المحتسب جـ ٢/ ٤ وفي شواذ ابن خالويه ص ٧١ قراءة الحسن (لا توجل) بضم التاء.
(٦) س: "لا تأجل". وهي قراءة أبي معاذ. أنظر شواذ ابن خالويه ٧١.
(٧) ص: "ياءاً".

<<  <   >  >>