للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنَّهُ (١) لا يَتَعدَّى (فلا) (٢) يلتبسُ لذلكَ بالفعلِ المبنيّ للمفعولِ وعلى هذا قولُ الشَّاعرِ:

[٢٤٤] وكيدَ ضبَاعُ القُفَّ يأكُلْنَّ جُثَّتي … (وكيدَ خِراشٌ بعد ذلكَ يَيْتمُ) (٣)

فإذا بُنيَ مثالُ الماضي للمفعولِ بهِ نَقَلْتَ حركةَ العينِ إلى الفاءِ فقلتَ: قِيلَ الحقُّ، وعيدَ المريضُ، وبيعَ المَتَاعُ، وخِيفَ زيدٌ، وهِيبَ الأمرُ.

فإذا اتَّصَلَ بالضَّميرِ (٤) قلتَ بقد عُدْتَ يا مريض، وبُعْتَ (٥) يا عبدُ وخُفْتَ يا زيدُ، وهُبْتَ يا أسَدُ. (٦) ويكونُ (لفظ الفعْلِ المبنيّ للمفعولِ (٧) كلفظِ المبنيّ للفاعلِ (٨). لأنَّكَ لما حذفتَ حَرَكتي الفاءِ اللتين هما الضَّمَةُ والفتحةُ في فَعَلَ وفُعِلَ لالقاء حركةِ العينِ عليهما اسْتَوَى القبيلانِ فَصَارَا على لفظٍ واحدٍ. ومن العَرَبِ مَنْ يُشمُّ الضَّم فيقولُ: قد (٩) خُفْتَ يا زَيْدُ، وهُبْتَ يا أسدُ، وبُعْت (١٠) يا


(١) ص: "لأنه".
(٢) الأصل "ولا" وما أثبته أولى.
(٣) لأبي خراش الهذلي (واسمه خويلد بن مرة) من شعر قاله لما نجا من بني لحيان، حين هموا بقتله. الشاهد فيه قوله: كيد، حيث نقلت حركة العين إلى الكاف وهو مبني للفاعل وحسن ذلك كونه غير متعد، والقف ما ارتفع من الأرض. وهو منسوب له في ديوان الهذلين القسم الثاني/ ١٤٨، اللسان (كيد) ٤/ ٣٨٧ و (زيل) ١٣/ ٣٣٧. وقد سقط عجز البيت في غير ص، غير أنه مثبت في حاشية الأصل. ورواية صدره في ديوان الهذلين: "فتقعد أو ترضي مكاني خليفة"، ولا شاهد فيه على هذا "على روايته بسقط عجزه" وروى في التصريف "يوم ذلك".
(٤) ف: "بناء الضمير".
(٥) ل: قلت: بعت.
(٦) حركت الأفعال في الأمثلة الأربعة بكسر أولها فسقط في ع، ل، ج، ر. كما سبقتها جميعًا "قد" ف.
(٧) ف: للمفعول "به".
(٨) غير الأصل، ف "الفعل" المبني للفاعل.
(٩) سقطت "قد" في: ع، ل.
(١٠) حركت أوائل الأفعال في الأمثلة الثلاثة في ع بالضم فقط، وكتب فوقها في "ل" بخط صغير كلمة "شم" إشارة إلى نطقها بالأشمام، وسبقت في ف بكملة "قد".

<<  <   >  >>