للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأمَّا من قالَ: {دِينًا قِيَمًا} (١)، فكأنَّهُ أجراهُ مصدرًا على الفِعْلِ، ألا ترى أنَّهُ ليسَ في الصِّفاتِ شيءٌ على فِعَلٍ إِلَّا قومٌ عِدَىً ومَكَان سِوَىً. ومن ذلكَ عَوْدٌ وعِوَدَةٌ، وزَوْجٌ وزِوَجَةٌ.

فأمّا دِيْمَةٌ ودِيَمٌ، فإنَّما لم تُصَحَّحِ الواوُ لاعتلالِها في الواحِدِ.

والمَضَاعَفُ ما كانَ منهُ على فَعِل فإنَّهُ يُعَلُّ بالإدغامِ، وذلكَ نحو رجلٍ طَبٍّ (٢) إِنَّمَا (٣) هو فَعِلٌ (لأنَّهُمْ قالوا: (٤): طَبٌّ وطَبِيبٌ كما قالوا (٥): قَرِحٌ وقَرِيحٌ (٦).

فامَّا ما كانَ على فَعَلٍ فإِنَّهُ يُبَيُّنُ، فلا (٧) يُدغمُ نحو طَلَلٍ وَشَرَرٍ وجَلَلٍ.


= الواو تستثقل مع انضمام ما قبلها قبل التخفيف في أكثر الأحوال على قولك رسل بإسكان العين فيقال في خوان ورواق: خون وروق. ويجيء التثقيل على غير السعة فيحسن في الشعر، فإذا كان الصحيح يجوز فيه التخفيف والتثقيل نحو رسل ورسل، وكتب وكتب فهذا الذي يحصل فيه ضمتان مع الواو، جدير بأن يختار فيه التخفيف على التثقيل، ويجوز التثقيل في الياء جوازًا أحسن منه في الواو، وذلك نحو بيض لأن الباء مع الضمة أخف أمرًا من الواو معها، والياء مقاربة لها وليست من نفسها فلا ينشأ قط من إشباع الضمة كما ينشأ الواو.
(١) آية ١٦١/ الأنعام ٦. وقد كتب بخط صغير كلمة (خف) فوق قوله "قيمًا" في س، ع إشارة إلى قراءتها بالتخفيف. وقد قرأها بكسر القاف وفتح الياء مخففة الكوفيون وابن عامر. والباقون بفتح القاف وكسر الياء مشددة. أنظر: التيسير للداني ص ١٠٨، الكشاف ٢/ ٦٢.
(٢) ف: "طيب" تحريف.
(٣) ك: "وإنما".
(٤) الأصل، ص، ع: "لأنه قال" وما أثبته أولى ويرجحه أنه قال بعد ذلك في عامة النسخ عدا ع: "كما قالوا".
(٥) ع: "كما قال".
(٦) ص، ج ر: "فرح وفريح" تصحيف؛ لأنهم لم يقولوا فريج. وفي اللسان (قرح) ٣/ ٣٩١: "ورجل قرح وقريح ذو قرح، وبه قرحة دائمة، والقريح: الجريح".
(٧) غير الأصل: "ولا".

<<  <   >  >>