للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنْ كانتِ الألفُ غيرَ زائدةٍ صَحَّتْ، وذلكَ نحو غَايةٍ ورَايةٍ ووَاوٍ؛ لأنَها لم تَلِ قحةَ العَيْنِ كما وليتْهَا في بابِ قضاء.

فأما النُّفْيَانُ (١) والنَّزَوانُ (٢) فإنَّما صَحَّتا لسكونِ ما بَعْدَهُمَا وهو (٣) الألفُ. ولو لم يَصِحَّ لأشبَهَ فَعَالاً من غيرِ الياءِ والواوِ.

وأما صحَّتُهُ في بابِ العينِ نحو الطَّوفانِ فلأنَّهُ خَرَجَ بزيادةِ الألفِ والنُّونِ من شَبَهِ الفعلِ كما خَرَجَ بالفِ التَّأنيثِ منه في قولِهم: صَوَرَى (٤). وحَيَدَى (٥). وداران (٦) ومَاهانُ (٧) شاذٌّ عن الجمهورِ.

وإذا كانتِ الواوُ لاماً وقبلَهَا كسرةٌ فليسَ فيهِ إلَّا القلبُ وذلكَ نحو غَازِيَةٍ ومَحْنِيَةٍ ولم (٨) يَجُزْ فيهِ غيرُ القَلْبِ (٩) (إذْ) (١٠) قلبُوها للكسرةِ مع حَجْزِ حرفٍ بَيْنَهُمَا في قولِهِم: هو ابنُ عمِّي دِنْيَاً. وهوَ من ذَنَوْتُ وقالوا: قِنْيَةٌ وهو من الواوِ.


(١) في المصنف ٣/ ٧١: "النفيان: ما نفاه السيل من الماء". انظر أيضاً: اللسان (نفى) ٢٠/ ٢١١.
(٢) النزوان: الارتفاع. انظر المصنف ٣/ ٦٠، اللسان (نزا) ٢٠/ ١٩١.
(٣) س: "وهما".
(٤) في المصنف ٣/ ٥٩: صورى: اسم ماء، عن الجرمي.
(٥) الحيدى: وهو الكثير المحيد عن الشيء ولم يجئ في نعوت المذكر شئ على "فعلى" غيره.
ومما جاء للمذكر أيضًا أنه سمى جد جرير "بالخطفى" لبيت قاله جرير. انظر سيبويه ٢/ ٣٧٠، المصنف ٣/ ٥٩، اللسان (حيد) ٤/ ١٣٨.
(٦) داران اسم رجل، وقيل موضع. قال سيبويه ٢/ ٣٧١ إنما اعتلت الواو فيه لأنهم جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاً كاعتلاله ولا زيادة فيه، والا فقد كان حكمه أن يصح كما صح الجولان. انظر أيضًا: المصنف ٣/ ٦١، اللسان (دار) ٥/ ٣٨٧.
(٧) ع: "وهامان" وماهان. وقد أضاف الجرجاني وجهاً آخر إلى ما ذكره أبو علي من شذوذ داران وهامان بقوله: والآخر أنهما أعجميان فلا اعتداد بهما. وقال أيضًا: ويجوز أن يكون قدر الكلمة معتلة أو لا نحو ماه ودار ثم ألحق الألف والنون. ولكن الأقوى في ماهان وداران نهما أعجميان (انظر المقتصد ٢٩٥ ظ).
(٨) ك: "لم".
(٩) ص: "الا" القلب.
(١٠) الأصل، س: "إذا" سهو.

<<  <   >  >>