للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢٤٧] وكنّا حَسِبْنَاهُمْ فوارِسَ كَهمسٍ … حَيُوا بَعْدمَا ماتوا من الدّهرِ أعْصُرا (١)

وتقولُ: قد أُحِيَّ البَلَدُ، فَتُدْغِمُ للزومِ الفَتْحَةِ مثالَ الماضي وإنْ شِئْتَ بَيَّنْتَ فقلتَ: أُحْيِيَ.

فأمَّا قولُهُ: ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ (٢) فلا يكونُ فيهِ الِإدغامُ؛ لأنَّ الفتحةَ غير لازمةٍ، ألا ترى أنَّا نقولُ هو يُحْيِيْ في الرَّفعِ فَتُسكِنُ، وفي الجزمِ لم يُحْي فتَحْذِفُ. وإنَّما الِإدغَامُ في الموضعِ الذي تلزمُ فيه الحركةُ، وعلى هذا قولُهُ (٣): حَيَاءٌ وأحَيّةٌ (٤)، ورجلُ عَيُّ وقوم أعِيَّاءٌ؛ لأنَّ الحركَة هُنَا لازِمَةٌ فهو بمنزلةِ الصَّحيحِ (٥).


= عيون الأخبار ٢/ ٧٢، الاقتضاب (٣١٤ و) شروح سقط الزائد (عن التبريزي) القسم الثالث / ١٠٠٢ و (عن البطليومي) ١٠٠٣، اللسان مواد (حيا) ١٨/ ٢٣٩ و (عيا) ٩/ ٣٤٩، شواهد الشافية ٣٥٦.
وهو غير منسوب في المقتضب ١/ ١٨٢، الأصول ٢/ ٥٥١، المصنف ٢/ ١٩١، وروايته في الديوان: "برمت بنو أسد كما برمت ببيضتها الحمامة" ولا شاهد فيه على هذه الرواية.
(١) ينسب هذا البيت لمودود العنبري وقيل هو لأبي حزابة الوليد بن حنيفة. وكهمس الذي ذكره هو كهمس بن طلق الصريمي وكان من جملة الخوارج مع أبي بلال مرداس. ولهم وقعة مشهورة، وقد شبه بهم الشاعر قومًا من بني تميم لشجاعتهم وشدتهم. الشاهد فيه قوله: "حيوا" حيث خفف بالحذف ولم يدغم، بناه بناء "خشوا" لأن "حييى" إذا ضوعفت السياء منه ولم تدغم، بمنزلة خشي إذا اتصلت بواو الجمع، لحقها من الاعتلال ما لقي خشى إذ كانت للجمع.
والبيت منسوب لأبي حزابة في القيسي (١٩٦ ظ)، اللسان مواد: (كهمس) ٨/ ٨٣، (وقد نسب هنا أيضًا لمودود العنبري) و (حيا) ١٨/ ٢٣٨ - ٢٣٩، شواهد الشافية ٣٦٣.
وغير منسوب في سيبويه والشنتمري ٢/ ٣٨٧، المقتضب ١/ ١٨٢، الأصول ٢/ ٥٥٠، الاشتقاق ٢٤٧، التصريف ٢/ ١٩٠، ابن يعيش ١٠/ ١١٦، شرح الجمل ١/ ٢٥١، الأغاني ١٩/ ١٥٦، اللسان (عيا) ١٩/ ٣٤٩ ورواية هنا: "وحتى حسبناهم".
(٢) آية ٤٠/ القيامة ٧٥، انظر الخصائص ١/ ٣٠٦.
(٣) ك، ع: "قالوا"، ل: "قولهم".
(٤) انظر التصريف للمازني ٢/ ١٩٠.
(٥) ص: "التصحيح".

<<  <   >  >>