للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من تاءِ الافتعالِ الظَّاءُ، كُرِهَ أنْ يُدْغَمَ الأصْلُ في الزّائدِ، وعلى هذا قالوا: مُثَّرِدٌ ومن لم يُبْدل قالَ: مُتَّرِدٌ] (١).

وفى مُفْتَعِلٍ من الصَّبْرِ مُصْطَبِرٌ. ولا يجوزُ أن تُدْغَمَ الصَّادُ في الطَّاءِ كما أُدْغِمَتِ الطَّاءُ والظَّاءُ فيها حيثُ قُلْتَ: مُطلِبٌ ومُظَّلِمٌ (٢)، ولكنْ مُصَّبِرٌ (٣). وعلى هذا قرأهُ من قَرَأ: {إنْ يَصَّلِحَا} (٤) إنَّما هوَ يَفْتَعِلانِ من الصُّلْحِ.

وتقولُ في (مُفْتَعِلٍ من السَّمْعِ: مُسْتَمِعٌ) (٥)، ولا تُدْغِمُ السِّينَ في التَّاءِ، كما لم تُدغِمِ الصَّادَ في الطَّاءِ والظَّاءِ، فإنْ أدغمتَ قلتَ: مُسَّمِعٌ. ومَنْ قالَ: مُتَّرِدٌ، لم يَقُلْ: مُتَّمِعٌ، لذَهابِ الصَّفيرِ من السِّينِ إنْ أُدْغَمْتَ.

ومُفْتَعِلٌ من الزَّينِ: مُزْدَانٌ، تُبْدِلُ من التَّاءِ الدَّالَ لتوافِقَ الزّايَ في الجَهْرِ، كما أُبْدِلَتْ منها بعد الطَّاءِ والظَّاءِ والضَّادِ (٦)، الطَّاءُ (٧) لتوافقهُنَّ في الإِطباقِ. فإنْ أدْغَمْتَ قلت: مُزَّانٌ، كما قلتَ: مُسَّمِعٌ ومُصَّبِرٌ.

ولامُ المعرفةِ تُدْغَمُ في ثَلاثَةَ عَشَرَ حَرْفاً، لا يجوزُ مَعَهُنَّ إلاّ الادغامُ لكَثْرةِ


(١) ساقط في ف.
(٢) ع: "مطلم ومظلم"، ف: "مظلم ومطلب".
(٣) قال الجرجاني في المقتصد (٣٣٤ ظ): إن أردت الإدغام في مصطبر فاقلب الطاء صاداً كما قلبت في مضطلم الطاء ظاءاً اتباعاً للزائد الذي هو الثاني الأول الذي هو الأصل، فتقول: مصبر، وتدغم الصاد في مثلها.
(٤) آية ١٢٨/ النساء ٤: وهذه القراءة لعاصم الجحدري. قال ابن جني: آثر الإدغام فأبدل الطاء صاداً، ثم أدغم فيها الصاد التى هي فاء، فصارت يصلحا، ولم يجز أن تبدل الصاد طاء لما فيها من امتداد الصفير، ألا ترى أن كل واحد من الطاء وأختيها والظاء واختيها يدغمن في الصاد وأختيها، ولا يدغم واحدة منهن في واحدة منهن. ولذلك لم يجز (إلا أن يطلحا) وجاز يصلحا (المحتسب ١/ ٢٠١). انظر ايضاً: شواذ ابن خالويه ص ٢٩، إتحاف فضلاء البشر ١١٧.
(٥) كذا في ج ر، وفي ك، س: "وتقول: مستمع" وفي الأصل وبقية النسخ: "وتقول: في مستمع: مسمع" وهو سهو. بدليل قوله بعد ذلك: ولا تدغم السين في التاء … الخ.
(٦) ف: الضاد والظاء.
(٧) سقطت "الطاء" في ص، ف.

<<  <   >  >>