للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكقوله: "السلاح يذكر ويؤنث، والقرآن يدل على التذكير كقوله: (لو تغفلون عن أسلحتكم) " (١).

وقد يسلك في الاحتجاج طريقًا منطقيًا كقوله: "فأمًا فَعِلَ فنحو خاف، فهذا فَعِلَ بدلالة أنه لا يخلو من أن يكون فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ فلا يكون فَعُلَ لتعديه، ولا يكون فَعَل لأن مضارعه يَفْعِلُ، وفعل يَفْعَلُ لا يكون في كلامهم حتى تكون اللام أو العين حرف حلق، فإذا لم يكن فَعَلَ ولا فَعُلَ ثبت أنه فَعِلَ" (٢).

ويعمد أحيانًا إلى أن يخضع علومًا عديدة من العربية كالشعر والسماع والعروض من أجل الاحتجاج لآرائه وأحكامه. انظر قوله: "والدليل أنهم لا يبتدئون بالساكن أنهم لم يخففوا الهمزة إذا كانت في أول كلمة يبتدأ بها نحو: أأن رأت رجلًا أعشى

لأن في تخفيفها تضعيفًا للصوت وتقريبًا مَن الساكن، فلما لم يبتدئوا بالساكن، لم يبتدئوا بما قرب منه.

وأمر آخر يدل على رفضهم الابتداء بالساكن هو أنهم لم يخرموا متفاعلن كما خرموا فعولن ونحوه؛ لأن متفاعلن يسكن ثانية فلو حزم لادى ذلك إلى لزوم الابتداء بالساكن فإذا رفضوا ما يؤدي إليه فإن يرفضوه نفسه أولى" (٣).

ومثل ذلك قوله: "لأنهم لو حركوا الميم لأدى ذلك إلى توالي خمسة أحرف متحركة في نحو (رسلهم بالبينات)، وذلك مما رفضوه في كلامهم،


(١) التكملة ٤٠٥.
(٢) التكملة ٥٨٤.
(٣) التكملة ١٩٩.

<<  <   >  >>