للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال يحي [١] : فَحَدَّثَنِي إِمَّا مُجَالِدٌ وَإِمَّا غَيْرُهُ قَالَ [٢] : فَلَمَّا قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ كُنْتُ أُجَالِسُهُ وَأُحَدِّثُهُ، فَرُبَّمَا حَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ وَقَدْ رَفَعَ اللُّقْمَةَ إِلَى فِيهِ فمسكه بيده ويقبل علي فيسمع فأقول: أَجِزْهَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَإِنَّ الْحَدِيثَ مِنْ وَرَائِكَ. فَيَقُولُ وَاللَّهِ لَحَدِيثُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا.

قَالَ يحي فأخبرني (١٨٦ ب) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمْتُ الشَّامَ نَزَلْتُ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ يَوْمٍ دَخَلَ شَيْخٌ قَصِيرٌ أَحْمَرُ أَصْلَعُ أقرع، فاشرأبوا له فقالوا: هذا علام الْعُلَمَاءِ، فَجَعَلَ يَجْلِسُ فِي الْحِلَقِ وَيَنْتَقِلُ فِيهَا، فَقُلْتُ اللَّهمّ جِئْنِي بِهِ. فَجَاءَ فَجَلَسَ فِي الْحَلْقَةِ الَّتِي أَنَا فِيهَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ذُو الْكِتَابَيْنِ أَنَّ السَّمَاءَ عَلَى مِنْكَبِ مَلَكٍ. قُلْتُ: أكَذَّبَكَ كِتَابُ اللَّهِ. فَكَادُوا أَنْ يَثُورُوا أَوْ ثاروا، ثم قالوا: ما تريد الى ضيف أمير المؤمنين؟ قال فترادوا.

ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا ذُو الْكِتَابَيْنِ أَنَّ صُورًا بالمشرق وصورا بالمغرب فينفخ في حدهما فَيَمُوتُ النَّاسُ، وَيُنْفَخُ فِي الْآخَرِ فَيَحْيَوْنَ. فَقُلْتُ: أكَذَّبَكَ كِتَابُ اللَّهِ. فَكَادُوا أَنْ يَثُورُوا أَوْ ثَارُوا، ثُمَّ تَرَادُّوا وَقَالُوا: مَا تُرِيدُونَ إِلَى ضَيْفِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: ما تعجبون من ان أكذب من أكذبه اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَزَعَمَ هَذَا أَنَّ السَّمَاءَ عَلَى مِنْكَبِ مَلَكٍ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ١٣: ٢ [٣] ، وزعم هذا أن صورا


[١] يحي بن زكريا بن أبي زائدة.
[٢] ينبغي ان تكون الرواية عن عامر الشعبي وقد سقط منها اسمه.
[٣] سورة الرعد آية ٢ وفي الأصل وردت «السماء» بدل «السموات» فأثبتها كما في المصحف.

<<  <  ج: ص:  >  >>