للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت تحمل معه. ثم أتى الحيرة [١] أو الكوفة فصبّحه أسقفها، فصالحه على سبعين ألف درهم. ثم سار حتى أتى عين التمر، وكان عمر يدعوها قرية العرب. فقاتلوه قتالا شديدا فظفر المسلمون بهم.

قال: فبنو عبد ربه بن زيتون الّذي ببيت المقدس من ذلك السبي، ثم سار خالد والمسلمون حتى أتى عانات فسمع به بطريق الروم وهو بقرقيسياء، فسار اليه في نحو من خمسين ألفا أو ثلاثين ألفا، فلما رأى خالد سار بالمسلمين على الريف يبادره الى الشام. فبدره خالد والمسلمون حتى انتهوا الى ثنية العقاب. وانما سميت ثنية العقاب براية خالد.

وكانت رايته يقال لها العقاب، فنزل خالد على باب كيسان، ونزل يزيد بن أبي سفيان على باب الصغير، ونزل أبو عبيدة على باب الجابية، ثم ناهضهم المسلمون، فدخلها يزيد بن أبي سفيان ومن معه من باب الصغير قسرا.

فكان خالد يقاتل هو والمسلمون ويسبون، فلما رأى ذلك الروم دلّوا أسقفهم من باب الشرقي في قفّة الى خالد بن الوليد، فأخذ لهم الأمان من خالد وأعطاهم. وفتحوا له باب الشرقي. فدخل خالد ومن معه حتى انتهوا الى المقسلاط. فلقي أصحاب خالد أصحاب يزيد عند المقسلاط.

فقال أصحاب خالد: مهلا ان خالدا قد أعطاهم الأمان. فقال يزيد: كلا انا دخلناها قسرا. فاختلفوا، فلما رأى ذلك أبو عبيدة أجاز أمان خالد وأمضاه. وكانت للمسلمين مسلحتان: مسلحة ببرزة عليها أبو الدرداء وكنت معه فيها، والأخرى بعين ميسنون. فأغار عليهم سسناق البطريق من عقبة بيروت، فكانت ميسنون تدعى عين الشهداء [٢] .


[١] توحى هذه الرواية بأن خالدا قطع المفازة قبل وصوله الحيرة والصواب أن ذلك بعد اجتيازه الحيرة وعين التمر (الطبري ٤/ ٤١٥- ٤١٦) .
[٢] ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ١/ ٥٠٨- ٥٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>