للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاصرهم بجنده وعسكره وقاتلهم، فكانوا يخلون له الحصن إذا طال حصارهم، وانضموا الى من وراءهم من الحصون. - عاد الحديث الى حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس-: فطفق كسرى يستبطئه، ويكتب اليه انك لو أردت فتح مدينة الروم فتحتها، ولكنك رضيت بمكانك فأردت طول السلطان، فأكثر اليه كسرى من الكتب في ذلك. وأكثر شهربراز مراجعته والاعتذار اليه، فلما طال ذلك على كسرى كتب الى عظيم من عظماء فارس مع شهربراز يأمره بقتل شهربراز ويلي أمر الجنود. فكتب اليه ذلك العظيم أن شهربراز جاهد ناصح، وهل أمثل بالحرب منه. فكتب اليه كسرى يعزم عليه ليقتلنه. فكتب اليه يراجعه ويقول: انه ليس لك عبد مثل شهربراز، وانك لو تعلم ما يوازي من مكايدة- وقال حجاج: مكيدة- الروم عذرته. فكتب اليه كسرى.

يعزم عليه ليقتلنّه وليلنّ أمر الجيوش، فكتب اليه يراجعه أيضا.

فغضب كسرى فكتب الى شهربراز يعزم عليه ليقتلنّ ذلك العظيم. فأرسل شهربراز الى ذلك العظيم من فارس فأقرأه كتاب كسرى. فقال له: راجع في. فقال: لقد علمت أن كسرى لا يراجع، وقد علمت محبتي إياك، ولكنه قد جاءني ما لا أستطيع تركه. فقال له ذلك الرجل: أفلا تدعني أرجع الى أهلي فآمرهم بأمري، وأعهد اليهم عهدي. فقال: بلى وذلك الّذي أملك لك. فانطلق الى أهله، فأخذ صحائف كسرى الثلاث التي كتب اليه فجعلها في كمه، ثم جاء حتى دخل على شهربراز فدفع اليه الصحيفة الأولى فأقرأها شهربراز، ثم دفع اليه الصحيفة الثانية فاقترأها، فنزل عن سريره، وقال: أجلس عليه. فأبى أن يفعل، فقال: أنت خير مني. ودفع اليه الصحيفة الثالثة فاقترأها، فلما فرغ منها قال: أقسم باللَّه لأسوأنّ كسرى. فأجمع شهربراز المكر بكسرى، وكاتب هرقل،

<<  <  ج: ص:  >  >>