للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال حذيم [١] : يا أبت اني سمعت بنيك يقولون: انما نقر بهذا لتقر عين أبينا فإذا مات رجعنا. فارتفعوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء حنيفة وحذيم ومن معهما ومعهم حنظلة وهو غلام وهو رديف أبيه حذيم، فقص حنيفة على النبي صلى الله عليه وسلم قصته. قال: فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فجثى على ركبتيه وقال: لا لا. الصدقة خمس والا فعشر والا فعشرون والا فثلاثون، فان كثرت فأربعون. قال: فودعوه ومع اليتيم هراوة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عظمت هذه هراة يتيم» فقال حذيم: ان لي بنين ذوي لحي وان هذا أصغرهم- يعني حنظلة- فادع الله له، فمسح رأسه وقال: «بارك الله فيك- أو قال: بورك فيك-» .

قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، فيتفل على يديه ويقول: بسم الله. ويضع يده على رأسه موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه ثم يمسح موضع الورم فيذهب الورم. وكذا رواه يعقوب بن سفيان [٢] . روى أبو موسى [٣] من «تاريخ» يعقوب بن سفيان من طريق صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي عوف عن عتبة بن عبيد الثمالي رفعه «لا يدخل الجنة قبل سائر أمتي الا إبراهيم وإسماعيل» الحديث [٤] .

وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن سهل بن وقاص بن سريع حدثني عمي سريع بن سريع حدثنا عمي كريز بن أبي وقاص أن أباه وقاص بن سريع حدثه أن أباه سريع بن الحكم حدثه قال: خرجت في وفد بني تميم حتى قدمنا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأدينا اليه


[١] حذيم بن حنيفة المالكي من رجال التهذيب.
[٢] ابن حجر: الاصابة ١/ ٣٥٨.
[٣] المديني ألف في معرفة الصحابة.
[٤] المصدر السابق ٣/ ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>