صدقات محمد بن داود بن عيسى والي مكة. وقد اهتم كثيرا بذكر أمراء مواسم الحج بانتظام وتتابع، كذلك يلاحظ انه لم يسند معظم الروايات في هذا القسم من كتابه سوى ما يتعلق بالعلماء والمحدثين، ويختفي الاسناد في السنوات الاخيرة التي تناولها.
ويلاحظ أنه اهتم في السنوات الاخيرة التي عاصرها بتسجيل بعض مشاهداته الخاصة مثل زيارته قبر ابن شهاب الزهري وتحديده موقعه، ومثل ذكر اخبار رحلاته الى الأقطار المختلفة. وقد سجل في نص أورده ابن عساكر ما قرأه على صفائح في قبلة مسجد دمشق من كتابات فيها تاريخ بناء المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك وبعض الآيات القرآنية الكريمة [١] .
اما التراجم التي أوردها بعد الحوليات فهي تمثل كتابا مستقلا عن الحوليات ولكن المؤلف أراد الجمع بين الحوليات والتراجم وسمى كتابه (كتاب المعرفة والتاريخ) أي معرفة الرجال، والتاريخ على السنين.
وفي قسم التراجم راعى في الترتيب العام لكتابه نظام الطبقات فقدم تراجم الصحابة ثم التابعين، وقسّم التابعين من أهل المدينة الى طبقات لكنه قدم فقهاء التابعين من أهل المدينة على سواهم من الحفاظ وصرح بأنه قدمهم لفقههم. ولكن التزامه بالترتيب على الطبقات لا يستمر بعد طبقات التابعين من أهل المدينة لأنه بدأ بتقديم تراجم مفصلة لمشاهير العلماء فقط. كذلك راعى الفسوي ترتيب التراجم على أساس الأسماء ضمن الطبقة فذكر من يسمى «عبد الله» في مكان واحد، ثم من يسمى «سلمان» ، ثم من يسمى «كعب» وهكذا، ولم يرتب الأسماء على حروف المعجم.
وعند المقارنة بين «كتاب المعرفة والتاريخ» و «طبقات ابن سعد» يتبين: