للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان بعض التراجم عند ابن سعد أطول: مثل ترجمة أبي بكر وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز. لكن هناك تراجم اخرى عند الفسوي أطول مثل تراجم قبيصة بْنُ ذُؤَيْبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة بن مسعود.

ويلاحظ من مقارنة تراجم التابعين من أهل المدينة ان معظم الروايات التي أوردها الفسوي لم يذكرها ابن سعد بل ذكر روايات اخرى أهملها الفسوي [١] . وهكذا فأن الكتابين يتكاملان ولا يسد أحدهما مكان الآخر.

ويهتم ابن سعد كثيرا بملابس أصحاب التراجم واستعمالهم الخضاب الى جانب مكانتهم العلمية في حين لا يهتم الفسوي بذلك بل يركز على مكانتهم في العلم واخبارهم وأحيانا علاقتهم بالسلطة.

ويختلف الفسوي عن ابن سعد من حيث اهتمامه بإيراد متون الحديث كاملة، وذكره أحيانا تعدد طرق الحديث. في حين يركز ابن سعد على الأخبار. كما أن كثيرا من الأحاديث التي أوردها الفسوي خلال التراجم ترقى الى درجة الحديث الصحيح والحسن، وقد خرجت الكتب الستة أو أحدها معظمها، مما يدل على انتقاء الفسوي لهذه الأحاديث، وأعانه على ذلك قدم سماعه وسعة مروياته عن شيوخه الكثيرين وتمكنه من الحديث رواية ودراية، وقد تعقب أسانيد بعض الأحاديث وحكم لها بالصحة، ومع ذلك فلا يخلو كتابه من أحاديث ضعيفة وبعض الأحاديث الموضوعة، لكن ذلك قليل إذا قورن بما في «تاريخ بغداد» للخطيب أو بما في «حلية الأولياء» لابي نعيم.


[١] قارن مثلا تراجم القاسم بن محمد وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله بن عمر وقبيصة بن ذؤيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>