للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ: بُعِثَ بِهَذَا إِلَيْكَ- أَصْلَحَكَ الله- لتنفقها وتجعلها فِي حَاجَتِكَ. قَالَ وَسَعِيدٌ جَادٌّ مُجِدٌّ يُحَاسِبُ غُلَامًا لَهُ فِي نِصْفِ دِرْهَمٍ يَدَّعِيهِ قَبْلَهُ وَالْغُلَامُ يَقُولُ: لَيْسَ لَكَ عِنْدِي شَيْءٌ. قَالَ سَعِيدٌ لِلرَّسُولِ: اذْهَبْ إِلَى عَمَلِكَ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَيْهِ الرَّسُولُ أَيْضًا، فَقَالَ: اغْرُبْ عَنِّي، وَأَبَى أن يأخذها منه. [و] وَكَلَهُ إِنْسَانٌ فِي تَرِكَةٍ أَنْ يَأْخُذَهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: هَذَا النِّصْفُ دِرْهَمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا.

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [١] الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَدِمَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَدِينَةَ فَأَقَامَ، فَأَرْسَلَ رَسُولًا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكَ فَأَجِبْ. فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ لَيْسَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ وَحَاجَتُكَ عِنْدِي غَيْرُ مَقْضِيَّةٍ. فَرَجَعَ الرَّسُولُ، فَقَالَ: اذهب فقل لَهُ: إِنَّمَا أُكَلِّمُكَ فِي حَاجَةٍ. فَجَاءَ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُكَ فِي حَاجَةٍ. فَقَالَ: لَيْسَ لي اليه حاجة، وحاجته عندي غير مقضة. فَقَالَ: يُرْسِلُ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَتَقُولُ هَذَا القول فلو أنه قد تقدم اليّ فيك لَحَمَلْتُ إِلَيْهِ رَأْسَكَ [٢] .

حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ: وَجَدْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ، وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَكَانَ يَنْصِبُ نَفْسَهُ للناس. فقال يحي: أَمَّا أَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَنِ وَأَقْضِيَةِ عُمَرَ فَابْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَمَّا أَكْثَرُهُمْ حَدِيثًا فَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ.

«حَدَّثَنَا أبو صالح قال: حدثني الليث عن يحي بن سعيد قال: كان


[١] في الأصل «عبيد» والتصحيح من ابن سعد ٥/ ٩٥ وتهذيب التهذيب ٨/ ١٣٤.
[٢] أورد ابن سعد هذه الرواية على أنها وقعت لسعيد مع عبد الملك ابن مروان (الطبقات الكبرى ٥/ ٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>