للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَرِهَ مِنْكُمْ فَأَمْرُهُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَاكَ وَاللَّهِ أسرع مما نكره ابسط يديك فَلْنُبَايِعْكَ. قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَهُ الْأَنْصَارِيُّ هَذَا. وَلَا أَدْرِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ هُوَ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ. قَالَ: وَأَظُنُّهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: وَمَشَى عُمَرُ فِي جِنَازَةِ سُلَيْمَانَ. قَالَ: وَدَخَلَ قَبْرَهُ فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ دَفْنِهِ قَالَ: وَقَدْ جِيءَ بِمَرَاكِبِ الْخُلَفَاءِ فَلَمْ يَرْكَبْ شَيْئًا مِنْهَا، وَقَالَ: بَغْلَتِي. فَرَكَضَ إِنْسَانٌ إِلَى الْعَسْكَرِ وَقَعَدَ حَتَّى جِيءَ بِبَغْلَتِهِ. قَالَ:

وَقَدْ ضُرِبَتْ أَبْنِيَةُ الْخُلَفَاءِ قَالَ: فَأَحْسَبُهُ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَظِلَّ فِي شَيْءٍ مِنْهَا حَتَّى جِيءَ بِبَغْلَتِهِ فَرَكِبَهَا ثُمَّ رَجَعَ.

قَالَ: وَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ أَمَرَ أهل مملكته أن يقودوا الخيل سبق سَهْمٍ فَمَا مِنْ قَدَمَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا كَانَ قَدْ أَخَذَهُمْ لِيَعُودُوا إِلَيْهِ بِالْخَيْلِ، فَمَاتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَجْرِيَ الْحَلَبَةُ.

قَالَ: فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ أَبَى أَنْ يُجْرِيَهَا [١] . فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ:

تُكَلِّفُ النَّاسَ مَئُونَاتٍ عِظَامًا، وَقَادُوهَا مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ وَفِي ذَلِكَ غَيْظٌ للعدو. قال: فلم يزالوا يُكَلِّمُونَهُ حَتَّى أَجْرَى الْحَلَبَةَ، وَأَعْطَى الَّذِينَ سَبَقُوا، وَلَمْ يُخَيِّبِ الَّذِينَ لَمْ يَسْبِقُوا أَعْطَاهُمْ دُونَ ذَلِكَ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ النَّاسُ لَقُوا جَهْدًا شَدِيدًا مِنَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ مِنَ الْجُوعِ وَأَقْفَلَ النَّاسُ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ بِالطَّعَامِ.

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:

بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِآلِ أَبِي عَقِيلٍ- أَهْلِ بَيْتِ الْحُجَّاجِ- إِلَى صَاحِبِ الْيَمَنِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ بِآلِ أَبِي عَقِيلٍ وَهُمْ شَرُّ بَيْتٍ في العرب


[١] انظر رأيه أيضا في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>