موت أبي» [١] قال: وبلغني عن يحي بْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ لَا يُمْلِي الْحَدِيثَ إِنَّمَا أَمْلَى عَلَيْهِمْ حَدِيثَيْنِ حَدِيثَ الدَّجَّالِ وَحَدِيثَ خُطْبَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ. قِيلَ لَهُ فَأَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: قَدْ أَمْلَى عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ كَانُوا عِنْدَهُ ضِعَافًا- أَوْ قَالَ ضَعْفَى- فَأَمْلَى عَلَيْهِمْ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: لَمْ يَكْتُبْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُ كَتَبَ عَنْ سُفْيَانَ أَمْلَى عَلَيْهِ إِمْلَاءً. فَلَا أَدْرِي حَكَى أَبُو بِشْرٍ عَنِ الْعَدَنِيِّ أَوْ مِنْ كَلَامِهِ.
قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ أَقَامَ بِمَكَّةَ هَارِبًا شَيَّبَهُ التَّوَارِي، فَأَنْزَلَهُ الْمَخْزُومِيُّ دَارًا لَهُ كَثِيرَ الْغَلَّةِ أَنْزَلَهُ بِلَا كِرَاءٍ، فَكَلَّمَ سُفْيَانَ أَنْ يُحَدِّثَهُ وَأَنَّهُ لَا يَقْوَى عَلَى الْحِفْظِ وَالضَّبْطِ إِلَّا أَنْ يَكْتُبَ إِمْلَاءً، فَقَالَ لَهُ: الْتَمِسْ رَجُلًا خَفِيفَ الْيَدِ أُمْلِي عليه ثم أقرأه عَلَيْكَ. قَالَ: وَكَانَ الْعَدَنِيُّ مُعَلِّمًا يُعَلِّمُ بِمَكَّةَ جَيِّدَ الْخَطِّ خَفِيفَ الْيَدِ، فَاسْتَعَانَ بِهِ الْمَخْزُومِيُّ وَذَهَبَ بِهِ إِلَى سُفْيَانَ، فَأَمْلَى عَلَيْهِ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْجَامِعَ، ثُمَّ قَرَأَهُ سُفْيَانُ عَلَى الْمَخْزُومِيِّ وَجَمَاعَةٍ حَضَرُوا قِرَاءَتَهُ وَسَمِعُوهُ، مِنْهُمْ عُثْمَانَ بْنُ الْيَمَانِ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ تَحَوَّلَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ إِلَى مَكَّةَ، يَرَوْنَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ الْعَبْدِيَّ الْبَصْرِيَّ قَدْ حَضَرَ قِرَاءَةَ بَعْضِ ذَلِكَ وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ سُفْيَانَ، وَكَذَلِكَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ مَكَّةَ فَسَأَلَنِي سَمَاعِي مِنْ سُفْيَانَ، فَكَانَ هُوَ مِمَّنْ حَضَرَ قِرَاءَةَ سُفْيَانَ عَلَى الْمَخْزُومِيِّ. قَالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ يَطَّلِعَ على كتبي فاستعرت كتب عبيد الله ابن الْوَلِيدِ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ قال: فنظرت فيه
[١] الخطيب: الكفاية ٢٣٦- ٢٣٧.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute