وفي هذا يقول الشيخ حسين الحاج حسن - من علماء الإمامية - في (نقد الحديث في علم الرواية وعلم الدراية: ١/ ٣١٦): (وقد رُوي أنَّ قوماً من الفرس واليهود وغيرهم لما رأووا الإسلام قد ظهر وعمَّ، ورأوا أنه لا سبيل إلى مناصبته، ورجعوا إلى الحيلة والمكيدة، فأظهروا الإسلام وتعبَّدوا وتقشَّفوا حتى أصبحوا مصدر ثقة، فلما حمد الناسَ طريقتهم، ولَّدوا الأحاديث والمقالات، وفرَّقوا الناس، وما زال التاريخ يعيد نفسه. وإذا كان عمر بن الخطاب يتشدد في الحديث ويتوعد عليه، والبدع لم تظهر بعد. فما ظنك في الأزمنة التي تلت، وذمها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد كثرت البدع وقلَّت الأمانة! والزمان هو الزمان، والناس هم الناس). (١) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه: ص٥٤٤ وعنه ابن عساكر في تاريخ دمشق: ٥٠/ ١٧٢ وابن شبة في تاريخ المدينة: ٣/ ٨٠٠ بلفظ (أَوْ لَأُلْحِقَنَّكَ بِأَرْضِ الطُّفَيْحِ يَعْنِي أَرْضَ قَوْمِهِ). (٢) قَلُوصٌ: أي ناقة، وجمعها (قِلاص). (جامع الأصول لابن الأثير - (٧٨٣١)). (٣) أي: اتَّخَذَ مِنْهَا طَعَاماً فِي جَفْنَةٍ وَجَمَعَ الناسَ عَلَيْهِ. (النهاية لابن الأثير - (جَفَنَ)). (٤) رواه عبد الرزاق في المصنف (٢٠٠٣٨) والبيهقي في شعب الإيمان (١٠١٢٧).