للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٠٤] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

في الاستسقاء بالعباس بن عبد المطلب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حين قحط الناس (١)

((اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا (٢) فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا)) (٣).

[٤٠٥] وَمِنْ دُعَاءٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

وهو يطوف بالبيت

((اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي السَّعَادَةِ فَأَثْبِتْنِي فِيهَا، وَإِنْ كُنْتَ


(١) قال ابن بطَّال في شرحه لصحيح البخاري: ٣/ ٩: (وأما استسقاء عمر بالعباس، فإنما هو للرحم التى كانت بينه وبين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأراد عمر أن يصلها بمراعاة حقه، ويتوسل إلى من أمر بصلة الأرحام بما وصلوه من رحم العباس، وأن يجعلوا ذلك السبب إلى رحمة الله تعالى).
(٢) ومعنى قوله (كنا نتوسل إليك بنبينا) أي بدعائه وشفاعته، ولهذا توسلوا بعد موته بدعاء العباس وشفاعته لما تعذر عليهم التوسل به بعد موته كما كانوا يتوسلون به في حياته، ولم يرد عمر بقوله (كنا نتوسل إليك بنبينا) أن نسألك بحرمته أو نقسم عليك به من غير أن يكون هو داعيًا شافعًا لنا كما يفعله بعض الناس بعد موته، فإن هذا لم يكونوا يفعلونه في حياته، إنما كانوا يتوسلون بدعائه. ولو كانوا يفعلونه في حياته لكان ذلك ممكنًا بعد موته كما كان في حياته، ولم يكونوا يحتاجون أن يتوسلوا بالعباس. وكثير من الناس يغلط في معنى قول عمر، وإذا تدبره عرف الفرق. ولو كان التوسل به بعد موته ممكنًا كالتوسل به في حياته لما عدلوا عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى العباس. (الأخنائية لابن تيمية: ص٤٦٤).
(٣) رواه البخاري في صحيحه (١٠١٠) و (٣٧١٠) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٥١) وأبو عوانة في المسند (٢٥٢٠) والآجري في الشريعة (١٧٤٤) والطبراني في المعجم الكبير (٨٤) والبيهقي في السنن الكبرى (٦٤٢٧) والبغوي في شرح السنة (١١٦٥) والفسوي في المعرفة والتاريخ: ١/ ٥٠٤ وابن سعد في الطبقات الكبرى: ٤/ ٢٨ وابن عساكر في تاريخ دمشق: ٢٦/ ٣٥٥ - ٣٥٦.

<<  <   >  >>