للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعَرَبِ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ أَبِيكُمْ إِسْمَاعِيلَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ، وَزِيَّ الْعَجَمِ، وَتَمَعْدَدُوا (١)، وَاخْشَوْشِنُوا، وَاخْلَوْلِقُوا، وَاقْطَعُوا الرُّكُبَ (٢)، وَانْزُوا نَزْوًا، وَارْمُوا الْأَغْرَاضَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - نَهَى عَنِ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا وَهَكَذَا. وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.

فَمَا عَلِمْنَا أَنَّهُ يَعْنِي الْأَعْلَامَ)) (٣).

[٤٨٢] وَمِنْ كِتَابٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

إلى جزء بن معاوية التميمي (٤) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (عامل الأهواز) (٥)

((أَنِ اعْرِضُوا عَلَى مَنْ قِبَلَكُمْ مِنَ الْمَجُوسِ: أَنْ يَدَعُوا نِكَاحَ


(١) يُقَالُ: تَمَعْدَدَ الغلامُ، إِذَا شَبَّ وغَلُظَ. وَقِيلَ: أَرَادَ تَشَبَّهوا بعَيْشِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ. وَكَانُوا أهلَ غِلَظٍ وَقَشف: أَيْ كُونُوا مثْلَهم ودَعُوا التَّنَعُّم وزِيَّ العَجَم. (النهاية لابن الأُثير - (مَعَدَ)).
(٢) الرَّكابُ للسَّرْج: كالفرز للرَّحل، والجمع رُكبٌ (غريب الحديث لأبي عبيد (٣/ ٣٢٥)، لسان العرب (١/ ٤٣٠)، القاموس ص (١١٧)، وإنما أمرهم بذلك حتى يعتادوا ركوب الخيل بغير رُّكُب.
(٣) رواه ابن الجعد في مسنده (٩٩٥) وابن حبان في صحيحه (٥٤٥٤) وأحمد في مسنده (٣٠١) مختصراً.
(٤) جزء بن معاوية التميمي السعديّ، عم الأحنف بن قيس. قال ابن عبد البر: كان عامل عمر على الأهواز. وقيل: له صحبة، ولا يصح. وعاش جزء إلى أن ولى لزياد بعض عمله. (الإصابة: ١/ ٥٨٦).
(٥) الأَهْوَاز: آخره زاي، وهي جمع هوز، وأصله حوز، فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة غيّرتها حتى أذهبت أصلها جملة لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهملة، وإذا تكلّموا بكلمة فيها حاء قلبوها هاء فقالوا في حسن هسن، وفي محمّد مهمّد، ثم تلقّفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في الاستعمال، وعلى هذا يكون الأهواز اسماً عربيّاً سمّي به في الإسلام، وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان. (معجم البلدان: ١/ ٢٨٤).

<<  <   >  >>