للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥٥٣] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَ اللهُ حِكْمَتَهُ وَقَالَ: انْتَعِشْ (١) نَعَشَكَ اللهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ صَغِيرٌ أَوْ فَقِيرٌ وَفِي أَنْفُسِ النَّاسِ كَبِيرٌ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَكَبَّرَ وعَدَا طَوْرَهُ وَضَعَهُ اللهُ عَلَى الْأَرْضِ، وَقَالَ: اخْسَا أَخْسَأَكَ اللهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ كَبِيرٌ وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ صَغِيرٌ، حَتَّى أَنَّهُ أَحْقَرُ وَأَصْغَرُ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ مِنَ الْخِنْزِير)) (٢).

[٥٥٤] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

وقد خطب عنده رجل فأكثر الكلام

((إِنَّ تَشْقِيقَ الْكَلَامِ مِنْ شَقَاشِقِ (٣) الشَّيْطَانِ)) (٤).


(١) أي ارتفع. (النهاية لابن الأثير - (نَعَشَ)).
(٢) رواه أبو داود في الزهد (٧٣) وابن أبي شيبة في المصنف (٣٥٦٠٢) وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (٧٨) وابن شبة في تاريخ المدينة: ٢/ ٧٥٠ والبيهقي في شعب الإيمان (٧٧٨٨) والآداب (٢٠٢).
(٣) الشقاشق: واحدتها شِقْشِقَة وَهِي الَّتِي إِذا هدر الْفَحْل من الْإِبِل العِراب خاصّة خرجت من شدقه شَبيهَة بالرِئة، فَشبه عمر إكثار الْخَاطِب من الْخطْبَة بهدر الْبَعِير فِي شِقشِقته ثمَّ نَسَبهَا إِلَى الشَّيْطَان وَذَلِكَ لما يدْخل فِيهَا من الْكَذِب وتزوير الْخَاطِب الْبَاطِل عِنْد الْإِكْثَار من الْخطب وَإِن كَانَ الشَّيْطَان لَا شقشقة لَهُ إِنَّمَا هَذَا مثل. (غريب الحديث للقاسم بن سلَّام - (شقق)).
(٤) رواه ابن وهب في الجامع (٣٢٢) والبخاري في الأدب المفرد (٨٧٦) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١٨٨٠).

<<  <   >  >>