للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شِئْتُ لَكُنْتُ أَطْيَبَكُمْ طَعَامًا، وَأَرَقَّكُمْ عَيْشًا، أَمَا وَاللهِ مَا أَجْهَلُ عَنْ كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ، وَعَنْ صِلَاءٍ، وَعَنْ صَلَائِقَ، وَصِنَابٍ (١)، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ اللهَ تَعَالَى عَيَّرَ قَوْمًا بِأَمْرٍ فَعَلُوهُ، فَقَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا})) (٢).

[٢٤٣] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

لأبي مسعود الأنصاري (٣) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

((أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تُفْتِي النَّاسَ وَلَسْتَ بِأَمِيرٍ؛ فَوَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا)) (٤).


(١) قال جرير بن حازم: الصِّلَاءُ: الشِّوَاءُ، وَالصِّنَابُ: الْخَرْدَلُ، وَالصَّلَائِقُ: الْخُبْزُ الرِّقَاقُ. (الزهد لابن المبارك (٥٧٩)).
(٢) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق (٥٧٩) وابن سعد في الطبقات الكبرى: ٣/ ٢٧٩ وابن شبة في تاريخ المدينة: ٢/ ٦٩٥ و٦٩٦ وأبو داود في الزهد (٧٢) والبلاذري في أنساب الأشراف: ١٠/ ٣١٧ و٣١٩ وأبو نعيم في حلية الأولياء: ١/ ٤٩.
(٣) عقبة بْن عَمْرو بْن ثعلبة، أَبُو مَسْعُود الأَنْصَارِيّ الخزرجي، شهد العقبة، ولم يشهد بدرًا عند جمهور أهل العلم بالسير، قَالَ خليفة: قيل له بدري لأنه سكن ماء بدر وسكن الكوفة، وابتنى بها دارًا. اختلف في وقت وفاته. فقيل: توفي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين، ومنهم من يقول: مات بعد الستين. (الاستيعاب: ٤/ ١٧٥٦).
(٤) رواه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٢٥٢٤) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢٠٦٤) و (٢٢١٦) وعبد الرزاق في المصنف (١٥٢٩٣) وذكر أبا موسى الأشعري بدلاً عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، والصحيح أنّ الكلام كان موجهاً لأبي مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لأنه لم يكن أميراً بخلاف أبي موسى.

<<  <   >  >>