كتاب البلاغة العمرية

الباب الثالث: في المختار من حكم أمير المؤمنين - رضي الله عنه - ومواعظه وكلامه الدال على زهده وكمال ورعه - [٥٩٧] ومن موعظة له - رضي الله عنه - لرجل من رعيته - ص: 343

الْمُضِلِّينَ)) (١).

[٥٩٧] وَمِنْ مَوْعِظَةٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

لرجل من رعيته

((لَا تَعْرِضْ بِمَا لَا يَعْنِيكَ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْتَفِظْ مِنْ خَلِيلِكَ إِلَّا الْأَمِينَ، فَإِنَّ الْأَمِينَ لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْقَوْمِ يَعْدِلُهُ، وَلَا أَمِينَ إِلَّا مَنْ يَخْشَى اللهَ، وَلَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ فَيَحْمِلْكَ عَلَى الْفُجُورِ، وَلَا تُفْشِ إِلَيْهِ سِرَّكَ، وَشَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللهَ تَعَالَى)) (٢).

[٥٩٨] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

((تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَ، وَلْيَتَوَاضَعْ لَكُمْ مَنْ تُعَلِّمُونَ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ جَبَابِرَةِ الْعُلَمَاءِ، وَلَا يَقُمْ عِلْمُكُمْ مَعَ جَهْلِكُمْ)) (٣).

---

(١) رواه الدارمي في السنن (٢٢٠) وابن المبارك في الزهد (١٤٧٥) بلفظ (يهدم الزمان ثلاث) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١٨٦٧) والمروذي في أخبار الشيوخ وأخلاقهم (٣٤٤).
(٢) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق (١٣٩٩) وابن وهب في الجامع (٢٨٩) والخراج لأبي يوسف: ص٢٤ وابن أبي شيبة في المصنف (٣٥٥٩١) والبرجلاني في الكرم والجود (٤٠) وابن شبة في تاريخ المدينة: ٢/ ٧٧٠ وأبو داود في الزهد (١٠٤) وابن أبي الدنيا في الصمت (١٢٠) والبيهقي في السنن الكبرى (٢٠٣٢٥).
(٣) رواه أحمد بن حنبل في الزهد (٦٣٠).