للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٥١] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

لجبلة بن الأيهم الغساني (١)

((يَا جُبَيْلَةُ))، فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ قَالَ: ((يَا جُبَيْلَةُ))، فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ قَالَ: ((يَا جبلَةُ))، فَأَجَابَهُ، فَقَالَ: ((اخْتَرْ مِنِّي إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُسْلِمَ، فَيَكُونُ لَكَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ، وَإِمَّا أَنْ تُؤَدِّيَ الْخَرَاجَ، وَإِمَّا أَنْ تَلْحَقَ بِالرُّوم)) (٢).

[٣٥٢] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

((لَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِذِكْرِ النَّاسِ فَإِنَّهُ بَلَاءٌ، وَعَلَيْكُمْ بِذِكْرِ اللهِ فَإِنَّهُ رَحْمَةٌ)) (٣).

[٣٥٣] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

((مَا أَعْلَمَنِي بِطَرِيقِ الدُّنْيَا لَوْلَا المَوْتُ وخَوْفُ الحِسَابِ)) (٤).


(١) جَبَلَةُ بنُ الأَيْهَمِ الغَسَّانِيُّ، ملك آل جفنة بالشام، أسلم، وأهدى للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هدية، فلما كان زمن عمر، ارتد ولحق بالروم. وكان داس رجلاً، فلكمه الرجل، فهمَّ بقتله، فقال عمر: الطمه بدلها. فغضب، وارتحل، ثم ندم على ردته - نعوذ بالله من العتو والكبر -. هكذا ترجم له الذهبي في (سير أعلام النبلاء: ٣/ ٥٣٢).
قلت: ومن المحال أن يكون جَبَلة قد أسلم، ثمَّ تحصل له تلك الحادثة فيُخيره عمر بين الإسلام أو الخراج أو اللحاق بالروم! فإما أن تكون قصة إسلامه ثمَّ ارتداده غير صحيحة أو أنّ كلام عمر المذكور آنفاً منسوب له ولم يقله. فإنه لا يُمكن الجمع بين المتناقضين. على أنّ من أهل العلم من يذهب إلى أنّ (جَبَلَةُ) لم يُسلم قط. (انظر: تاريخ دمشق: ٧٢/ ٢٨).
(٢) رواه القاسم بن سلام في الأموال (٧٤) وابن زنجويه في الأموال: ص١٣٥.
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في الصمت (١٩٥) وذم الغيبة والنميمة (٥٨).
(٤) رواه البلاذري في أنساب الأشراف: ١٠/ ٣١٣.

<<  <   >  >>