للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[منتخبات]

من كتاب التاريخ لصاحب حماه تأليف تاج الدين شاهنشاه بن أيوب رحمه الله تتعلق بسيرة السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر قتل الصالح بن زربك

وفي سنة ست وخمسين وخمسمائة في رمضان قتل الملك الصالح أبو الغارات طلائع بن رزبك الأرمني وزير العاضد العلو جهزت عليه عمة العضد من قتله وهو داخل في القطر بالسكاكين، ولم يمت في تلك الساعة بل حمل إلى بيته، وأرسل يعتب على العاضد، فأرسل العاضد إليه يحلف له أنه لم يرض ولا علم بذلك، وأمسك العاضد عمته وأرسلها إلى طلائع فقتلها، وسأل العاضد أن يولي ابنه رزبك الوزارة ولقب العادل، ومات طلائع واستقر ابنه رزبك في الوزارة.

[ذكر ولاية شاور ثم الضرغام]

وفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة في صفر وزر شاور للعاضد لدين الله العلوي، وكان شاور يخدم الصالح طلائع بن رزبك فولاه الصعيد، وكانت ولاية الصعيد أكبر المناصب بعد الوزارة. ولما جرح الصالح أوصى ابنه العادل أن لا يغير على شاور شيئاً لعلمه بقوة شاور، ولما تولّى العادل بن الصالح الوزارة كتب إلى شاور بالعزل، فجمع شاور جموعه وسار نحو العادل إلى القاهرة، فهرب العادل وطرد وراءه شاور وأمسكه وقتله، وهو العادل رزبك ابن الصالح طلائع بن رزبك، وانقرضت بقتله دولة بني رزبك، واستقر شاور في الوزارة وتقلب بأمير الجيوش وأخذ أموال بني رزبك وودائعهم، ثم إن الضرغام جمع جمعاً ونازع شاور في الوزارة في شهر رمضان، فقوي على شاور فانهزم شاور إلى الشام مستنجداً بنور الدين. ولما تمكن الضرغام من الوزارة قتل كثيراً من الأمراء المصريين لتخلو له البلاد، فضعفت الدولة بهذا السبب حتى خرجت البلاد من أيديهم.

ثم دخلت سنة تسع وخمسين وخمسمائة

<<  <   >  >>