للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهر زور أيضاً، واستدعى الملك المظفر تقي الدين عمر ابن أخيه شاهنشاه ليكون نازلاً مكانه جابراً لخلل غيبته، وأقام مظفر الدين في نظرة قدوم تقي الدين. ولما كان ضحاء نهار ثالث شوّال قدم وقد عاد صحبة معز الدين. في ذلك اليوم وأقام الناصرة أياماً عديدة بمرض نفسه، فاشتد به المرض إلى ليلة الثلاثاء ثامن عشر رمضان، وتوفي رحمه الله وعنده أخوه مظفر الدين يشاهده، وحزن الناس عليه لمكان شبابه وغربته، وأنعم السلطان على أخيه مظفر الدين ببلده، واستنزله عن بلاده التي كانت في يده وهي حرّان والرّها وما يتبعهما من البلاد والأعمال، وضمّ إليه بلد شهر زور أيضاً، واستدعى الملك المظفر تقي الدين عمر ابن أخيه شاهنشاه ليكون نازلاً مكانه جابراً لخلل غيبته، وأقام مظفر الدين في نظرة قدوم تقي الدين. ولما كان ضحاء نهار ثالث شوّال قدم وقد عاد صحبة معز الدين.

[ذكر قصة معز الدين]

وهذا معز الدين هو سنجر شاه بن سيف الدين غازي بن مودود بن زنكي، وهو صاحب الجزيرة إذ ذاك، وكان من قصته أنه حضر للجهاد وقد ذكرت تاريخ وصوله وأنه أخذ منه الضجر والسآمة والقلق بحيث ترددت رسله ورقاعه إلى السلطان في طلب الدستور، والسلطان يعتذر إليه بأن رسل العدو متكررة في معنى الصلح ولا يجوز أن تنفض العساكر حتى تتميز على ماذا ينفصل الحال من سلم أو حرب، وهو لا يألو جهداً في طلب الدستور، إلى أن كان يوم عيد الفطر من سنة ست وثمانين، وحضر سحر ذلك اليوم في باب الخيمة السلطانية فاستأذن في الدخول فاعتذر إليه بالتياث حتى قد عري مزاج السلطان فلم يقبل العذر، وكرر الاستئذان، فأذن له في الدخول، فلما مثل بالخدمة استأذن في الرواح شفاهاً، فذكر له السلطان العذر بذلك وقال: هذا وقت تقدم العساكر وتجمعها

<<  <   >  >>