للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعادوا خيمهم إلى الوطأة على بيت نوبة، وصح عزمهم على القدس، وقويت نفوسهم بما حصلوا عليه من الأموال والجمال التي كانت تحمل الميرة والزاد الواصلة من مصر مع عسكرها ورتبوا جماعة على لد يحفظون الطريق على من ينقلون الميرة، وأنفذوا الكند هري إلى صور وطرابلس وعكا يستحضر من فيها من المقاتلة ليصعدوا إلى القدس، ولما عرف السلطان ذلك منهم عاد إلى الأسوار فقسمها على الأمراء وتقدم إليهم بتهيئة أسباب الحصار، واخذ في إفساد المياه بظاهر القدس وتخريب الصهاريج والجباب بحيث لم يبق حول القدس ماء يشرب أصلا، وأطنب في ذلك إطناباً عظيماً، وأرض القدس لا يطمع في حفر بئر بها فيها ماء معين لأنها جبل عظيم وحجر صلب، وسيّر إلى العساكر يطلبها من النواحي والبلاد.

ذكر قدوم الملك الأفضل

وأمره بالعود عن تلك البلاد وكان قد وصل إلى حلب المحروسة

ولما وصل أمر السلطان غليه بالعود عاد مع انكسار في قلبه وتشويش في باطنه، فوصل إلى دمشق مستعتباً، ولم يحضر إلى خدمة السلطان، فلما اشتد خبر الإفرنج سيّر غليه وطلبه، فما وسعه التأخر، فسار مع من كان قد وصل من العساكر الشرقية إلى دمشق، وكان وصله في يوم الخميس تاسع عشر جمادى الآخرة، ولقيه السلطان قريباً من العازرية، فترجل له جبراً لقلبه وتعظيماً لأمره، وسار وفي خدمته أخوه الملك الظافر وقطب الدين إلى ظاهر القدس.

<<  <   >  >>