في هذه السنة سير السلطان أخاه سيف الإسلام طغتكين إلى بلاد اليمن ليملكها ويقطع الفتن منها وكان بها حطان بن منقذ الكناني وعز الدين عثمان الزنجيلي قد عاد إلى ولايتها فإن الأمير الذي كان السلطان سيره نائباً إلى اليمن تولى وعزلهما فعادت بين حطان وعثمان الفتن قائمة فوصل سيف الإسلام إلى زبيد فتحصن حطان في بعض القلاع فلم يزل سيف الإسلام يتلطف به حتى نزل إليه فأحسن صحبته ثم إن حطان طلب دستوراً إلى الشام فلم يجبه إلا بعد جهد فجهز حطان أثقاله قدامه ودخل حطان ليودع سيف الإسلام فقبض عليه وأرسل فاسترجع أثقاله وأخذ جميع أمواله. وكان من جملة ما أخذه سيف الإسلام سبعون غلاف زردية مملوءة ذهباً عيناً ثم سجن حطان في بعض قلاع اليمن فكان آخر العهد به. فأما عثمان الزنجيلي فإنه لما جرى لحطان ذلك خاف وسار نحو الشام وسير أمواله في البحر فصادفهم مركب فيها أصحاب سيف الإسلام فأخذوا كل ما لعثمان وصفت بلاد اليمن لسيف الإسلام.