مسعود بن مودود وسلفندار إلى حلب وانضم إليهم عسكر حلب وسار إلى صلاح الدين فأرسل صلاح الدين يبذل حمص وحماة وأن يقر بيده دمشق ويكون فيها نائباً للملك الصالح فلم يجيبوا إلى ذلك وساروا إلى قتاله واقتتلوا عند قرون حماة فانهزم عسكر الموصل وحلب وغنم صلاح الدين وعسكره أموالهم وتبعهم صلاح الدين حتى حصرهم في حلب وقطع حينئذ خطبة الملك الصالح بن نور الدين وأزال اسمه عن السكة واستبد بالسلطنة فراسلوا صلاح الدين في الصلح على أن يكون له ما بيده من الشام وللملك الصالح ما بقي بيده منهم فصالحهم على ذلك ورحل عن حلب في العشر الأول من شوال من هذه السنة.
وفي العشر الأخير من شوال ملك السلطان صلاح الدين قلعة بارين وأخذها من صاحبها فخر الدين مسعود ابن الزعفراني وكان فخر الدين المذكور من أكابر الأمراء النورية.