وأقام السلطان بدمشق ترد عليه الرسل من الجوانب فوصل رسول سنجر شاه صاحب الجزيرة فاستحتفه لنفسه في الانتماء إليه ورسول إربل وحلف لهما وسارا ووصل إليه أخوه الملك العادل رابع ذي الحجة فأقام عنده وعيد وتوجه إلى حلب المحروسة.
[ذكر غزواة أخرى إلى الكرك]
وصل ابن قره أرسلان نور الدين إلى حلب ثامن عشر صفر سنة ثمانين فأكرمه الملك العادل إكراماً عظيماً وأصعده إلى القلعة وباسطه ورحل معه طالباً دمشق في السادس والعشرين منه. وكان السلطان قد مرض أياماً ثم شفاه الله، ولما بلغه وصول قره أرسلان خرج إلى لقائه وكان السلطان يكارم الناس مكارمة عظيمة فالتقاه على عين الجسر بالبقاع وذلك في تاسع ربيع الأول ثم عاد إلى دمشق وخلف نور الدين واصلاً مع الملك العادل فتأهب للغزاة وخرج مبرزاً إلى جسر الخشب في منتصف ربيع الأول