ومنّ على ابن نيسان بجميع ما كان فيها من الأموال وغيرها، ثم سار يطلب الشام لقصد حلب. وفي هذه المدّة خرج عماد الدين وخرب قلعة إعزاز وخرب حصن كفر لاثا وأخذها من بكمش، فإنّه كان قد صار مع السلطان في الثاني والعشرين من جمادى الأولى من السنة المذكورة، وقاتل باشر وكان صاحبها ولد رم الباروقي قد صار مع السلطان، فلم يقدر عليها، وجرت غارات من الإفرنج في البلاد بحكم اختلاف العساكر ودفعهم الله تعالى وتسلم الكرزين ثم عاد إلى حلب.
[ذكر عود السلطان إلى الشام]
ولمّا عاد إلى الشام بدأ بتل خالد، فنزل عليها وقاتلها، وأخذها في الثاني والعشرين من محرّم سنة تسع وسبعين، ثم سار طالباً حلب، فنزل عليها في السادس والعشرين. وكان أوّل نزوله بالميدان الأخضر،