وفي ذلك اليوم نزل عماد الدين إلى خدمته وعزّاه، وتقرّرت بينهما قواعد، وأنزله السلطان في الخيمة وقدم له تقدمة سنية وخيلا جميلة وخلع على جماعة من أصحابه. وسار عماد الدين من يومه إلى قرار حصار سائراً إلى سنجاب وصعد السلطان قلعة حلب مسروراً منصورا. وعمل له حسام الدين طمان دعوة سنية، وكان قد تخلّف لأخذ ما تخلّف لعماد الدين من قماش وغيره، وكان قد أنفذ إلى حارم من يستلمها، ودافعهم الموالي، وانفذ الأجناد الذين بها يستحلفونه، فخلف لهم وسار من وقته إلى حارم فوصلها في التاسع والعشرين من صفر وتسلّمها وبات بها ليلتين، وقرّر قواعدها، وولّى فيها إبراهيم بن شرده، وعاد إلى حلب ودخلها في ثالث ربيع الأوّل، ثم أعطى العساكر دستوراً وسار كل منهم إلى بلاده، وأقام يقرّر قواعد حلب ويدبر أمورها.