للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الناس في الماضي يذهبون إلى الغائط أو خلف بعض الأشجار بعد انقضاء مدة معينة لتناولهم الطعام.

وهذا الأمر ليس شأن الله؛ (قام الحضور بالتصفيق للسيد أحمد ديدات)

ثم يواصل ديدات كلمته قائلاً: لقد أوضحت هذه الآية من القرآن الكريم أن عيسى بن مريم هو المسيح, وأنه رسول الله, ولكنه ليس إلهاً، كما أوضحت السبب في استحالة أن يكون المسيح إلهاً وأن تكون أمه العذراء مريم إلهاً, بسبب أنهما كانا يأكلان الطعام.

ويقول الله سبحانه وتعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (١).

في هذا الموضع أيضاً من القرآن نجد أن عيسى بن مريم هو المسيح، وقد أنعم الله عليه في الدنيا والآخرة, وأنه من جملة المقربين إلى الله سبحانه وتعالى، وليس المسيح عيسى بن مريم إلهاً يحق لأحد من الناس أن يتوجه إليه بالعبادة, وليس معنى ذلك أنه يجلس على يمين الله كما يقول المسيحيون؛ لأن الله ليس رجلاً محدوداً جغرافياً وفسيولوجياً بمكان، وعيسى المسيح يجلس عن يمينه ... كلا ... إن عيسى بن مريم من المقربين إلى الله على سبيل التكريم, كما تقول عن رجل يساعدك: هذا الرجل هو الساعد الأيمن لي.

ولم يقل عيسى للناس: (أنا إله).

إنني عندما ألتقي من أرى فيه القدرة على المعرفة في أي مكان من العالم فإنني أسأل: أيها الإخوة, أيتها الأخوات: لو كان عيسى إلهاً، فأطلعوني على أي جملة بالإنجيل يقول فيها عيسى بنفسه: (أنا الله) أو يقول: (اعبدوني).

وأقسم بالله العظيم أنني لم أجد ما أنشده حتى هذه اللحظة من هذه الليلة! فقام الحضور بالتصفيق لديدات.

ثم قال: وأكون سعيداً كل السعادة لو أن (باستر شوبيرج) فتح إنجيله في أي وقت, وقال لي: اقرأ, ها هو ذا إنجيل يوحنا مثلاً يقول بالجملة الأولى من الإصحاح الأول مثلاً على لسان المسيح: (أنا الله) أو يقول: (اعبدوني). هذا مستحيل.


(١) سورة آل عمران الآية: (٤٥).

<<  <   >  >>