للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحقاً لقد كانت وثيقة التبرئة هي جواز المرور للحركة الصهيونية حتى تنفذ إلى قلب المسيحية, وتعبث بمقدساتها كيفما شاءت " (١).

ثم تبعها بعد ذلك حذف وإخفاء ما يتعلق بالسيد المسيح من صعوده إلى السماء أو ارتفاعه مما يحتم على النصارى في عصرنا الحديث أن يتنبهوا لما يحصل في كتبهم من التحريف والتغيير والتبديل في مسألة قتل المسيح وصعوده إلى السماء حينما أراد اليهود قتله؛ لأنه أصبح تأريخاً لهم, مع أننا معاشر المسلمين لا نقول بقتل السيد المسيح بل نؤمن أن الله رفعه إلى السماء, وعلى النصارى أن يراجعوا أنفسهم ويحذروا من التلبيس الذي يقوم به اليهود تجاههم في القرون الأخيرة من إقناعهم بتنفيذ مخططاتهم, وتجنيدهم ضد المسلمين.

ومن الأمثلة على أخطر التحريفات في عصرنا الحديث التحريف اليهودي في النصوص المنقحة وكتمانها وإخفائها ما قاله الأستاذ أحمد ديدات رحمه الله:

الأول: "يوجد إشارتان فقط في بشارات متى ومرقس ولوقا ويوحنا القانونية لأهم حدث في التاريخ النصراني: (صعود المسيح إلى السماء) , وهاتان الإشارتان كانتا موجودتين في كل كتاب مقدس في كل لغة قبل عام (١٩٥٢ م) عند طبع النصوص المنقحة لأول مرة: فمن هذه النصوص مثلاً ما جاء في إنجيل مرقس: ١٦: ١٩ "ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله" (٢).

وأيضاً ما جاء في إنجيل لوقا: ٢٤: ٥١" وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء" (٣).

ثم يقول ديدات رحمه الله: أنه حصل نقص وحذف لبعض الجمل والكلمات, وإذا استطعت الحصول على النصوص المنقحة, طبعة (١٩٥٢ م) فستجد أن السطور الثمانية الموجودة فيها جملة (وصعد إلى السماء) قد استبدلت بإشارة (a), وأي نصراني مستقيم لا يمكن أن يعتبر أي هامش في كتابه المقدس من كلام الله, فلماذا يضع خدم النصرانية أعظم معجزة في دينهم في هامش متواضع؟ ثم يقول: إن كل النصوص المقدسة المطبوعة قبل عام (١٨٨١ م) كانت تعتمد على المخطوطات القديمة, والتي ترجع إلى خمسمائة أو ستمائة سنة بعد عيسى - عليه السلام - , ومراجعوا النصوص المنقحة كانوا أول علماء رجعوا إلى "أقدم" المخطوطات والتي ترجع إلى ثلاث أو أربعمائة سنة بعد المسيح, ونحن جميعاً نتفق على أنه


(١) انظر: كتاب إسرائيل حرفت الأناجيل واخترعت أسطورة السامية، (ص: ٤٠ - ٤١) مرجع سابق.
(٢) انظر: إنجيل مرقس: (١٦: ١٩) موسوعة الكتاب المقدس (٤/ ٢٢٢) مرجع سابق.
(٣) انظر: إنجيل لوقا: (٢٤: ٥١) موسوعة الكتاب المقدس (٤/ ٢٧٨) مرجع سابق.

<<  <   >  >>