للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلما كانت الوثيقة أقرب إلى المصدر كلما كانت أكثر صحة, وبالطبع"فالأقدم" تستحق التصديق والاعتماد أكثر من الاعتماد على "القديمة", وعندما لم يجد المراجعون كلمة واحدة عن: "ارتفع" أو "صعد" إلى السماء, قاموا بتطهير النصوص من هذه الكلمات عام (١٩٥٢ م) , واسمع إلى قول مراجعي النسخة المنقحة ماذا يقولون عنها: إن كل المخطوطات الأصلية قد هلكت, ولذلك اضطروا للرجوع إلى المخطوطات القديمة والأقدم" (١).

فلما علم المراجعون للكتاب المقدس بحذف هذه المسألة من كتبهم, وتأكدوا من الزيف الذي حصل بدءوا يضجون على من حذفها, ولكن بعدما تم بيعها في الأسواق وربح الذين قاموا بطباعتها الملايين من الدولارات, وأيضاً بدأ الانتقاد بشدة من الذين كانوا يقومون بتجهيز الحملات التنصيرية في العالم حينما رأوا بأعينهم النصوص قد تم حذفها من الطبعات المتأخرة للكتاب المقدس, قال الأستاذ أحمد ديدات: " كان ناشرو الكتاب المقدس قد كسبوا ما يقارب (١٥٠٠٠٠٠٠) (خمسة عشر مليون دولاراً) , وعندما اكتشف بعض المبشرين غياب هذه الأجزاء من طبعة (١٩٥٢ م) قلبوا الدنيا ولم يقعدوها إلى أن استطاعوا إقناع طائفتين من الخمسين طائفة بالضغط على دار النشر لإعادة تلك الأجزاء إلى (كلام الله) مرة أخرى، ولذلك ستجد أن كل الطبعات التي نشرت بعد طبعة: (١٩٥٢ م) قد أعيد إليها ما أزيل من النص.

ثم علق ديدات على حذف هذه النصوص وإعادتها بأنها تشبه اللعبة, يحذفونها متى شاءوا ويعيدونها متى شاءوا, وأن الفرق بين محرفي هذا العصر والمحرفين القدامى أن القدامى لم يعرفوا فن المقدمات والهوامش وإلا لأخبرونا أيضاً وبوضوح بما فعلوه مثلما يفعل أبطال العصر الحديث الذين يضعون الأعذار الواهية لتغييرهم النقود المزيفة إلى قطع ذهبية لامعة, لقد عُرضت أمام اللجنة طلبات عديدة قدمها اثنان من الأفراد وطائفتان دينيتان, وقد اهتمت اللجنة بهذه الطلبات, ولقد أعيد جزءان إلى النص الأصلي؛ لأنها كانت قد أزيلت من قبل! ولماذا أزيلت من الأصل؟ لأن" أقدم" المخطوطات لم يكن بها ذكر صعود المسيح إطلاقاً، فقد كان زيفاً مشابهاً لما نقرأه عن الثالوث المقدس في رسالة يوحنا


(١) انظر: هل الكتاب المقدس كلام الله, (ص: ٢٠٠ - ٢٠١) , المؤلف: مناظرة الأستاذ أحمد ديدات, الناشر: مكتبة ديدات, ترجمة: محمد مختار, نورة النومان.

<<  <   >  >>