فهذه النصوص قد تم تحريفها من قبل أهل الكتاب في عصرنا الحديث, وهي مختلفة من طبعة إلى أخرى, وقد جاءت هذه النصوص السابقة كما يلي:
الأول: جاء في ترجمة الكتاب المقدس للبروتستانت (١٩٨٣ م) , (١٩٧٠ م) ونسخة الآباء اليسوعيين (١٩٨٦ م)، وفي رجارد واطس (١٨٣١ م) , وفي وليم واطس (١٨٦٦ م)، وفي نسخة الملك جيمس المعتمدة (صيغة التثليث) في رسالة يوحنا الأولى (٧: ٥) على النحو التالي: " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد", وقد قامت نسخة البروتستانت ذات الشواهد بكشف هذا التحريف عام (١٩٨٣ م) وكتاب الحياة عام (١٩٨٨ م) بوضع (صيغة التثليث) بين هلالين: فإن الذين يشهدون (في السماء) هم ثلاثة (الآب والكلمة والروح القدس, وهؤلاء الثلاثة هم واحد, والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة)" الروح والماء والدم, والثلاثة هم في الواحد"(١).
وقال المسئولون عن هاتين الترجمتين في المقدمة: والعبارة الأولى: (والهلالان يدلان على أن الكلمات التي بينهما ليس لها وجود في أقدم النسخ وأصحها) أي أن (صيغة التثليث) هذه فقرة مزيفة من عمل كاتب مجهول, واختفت (صيغة التثليث) من ترجمة الرهبانية اليسوعية (١٩٨٦ م)، والقياسية المراجعة والفرنسية المسكونية, ولوى سيجو, وقالت الرهبانية اليسوعية في الحاشية السفلى (في بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك في الأصول اليونانية المعوَّل عليها, والأرجح أنه شرح أدخل إلى المتن في بعض النسخ).
وينصح الدكتور القس فهيم عزيز علماء التفسير والتبشير بالبعد عن النصوص الزائفة التي تثير المشاكل وتقلّب المواجع فيقول: وهناك نصوص يجب ألا نعتمد عليها كثيرا في بناء عقيدتا فمثلا: (يوحنا ٥: ٧)(الذين يشهدون في السماء ... ) فهذه الآية لا توجد في أقدم المخطوطات التي يعتمد عليها العلماء في طبع العهد الجديد اليوناني ونحن نستخدمها مرات كثيرة في إثبات التثليث المقدس, لذلك نعرض أنفسنا لهجمات الكثيرين وأخصهم (شهود يهوه) الذين ينكرون التثليث, وعندما يواجهنا هؤلاء بعقيدتهم تهتز عقيدتنا أو نزداد تزمتاً, فلماذا يضع المفسر نفسه في هذا الموقف؟ إن الأصح هو أن تبنى العقيدة على أحسن النصوص، حتى لا تكون هدفاً
(١) انظر: إنجيل يوحنا (٧: ٥٨) , موسوعة الكتاب المقدس (٥/ ٢٨) مرجع سابق.