للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال لذلك فنحن مسلمون (١).

وتبين من خلال كلام سلجاندر أنه لما قرأ عليهم آيات من القرآن الكريم حول المسيح وأمه أطمأنت نفوسهم لما جاء في تلك الآيات من إزالة الشبهة, وعرفوا أن ذلك هو الحق, ولكن حينما أخبرهم أن تلك الآيات التي تلاها عليهم من القرآن الكريم ظهر موقفهم في اتباعهم الهوى, مما يدل على موقفهم السلبي من الخطاب القرآني, ومن اتباع الحق.

وتبين أن أكثر أهل الكتاب لم يؤمنوا بهذا الدين الحق مع أنهم يعلمون ذلك, وقد بين الله موقفهم لنا في القرآن الكريم بأنهم كانوا يدعون الناس للمكر والخداع والدخول في دين الإسلام في النهار والخروج منه آخر النهار, وهذا هو حالهم في كل زمانٍ ومكان, كما قال تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢).

ولقد قام أهل الكتاب حديثاً بإقصاء الدين عن شئون الحياة, ويظهر هذا من موقف أكثر أهل الكتاب في أوربا الغربية فإن منهجهم الغربي "يقوم على إقصاء الدين عن مجالات التأثير الاجتماعي, بزعمهم أن الدين في تصورهم مرحلة زمنية في حياة الأمم تجاوزتها أوربا بفضل العلم ومعطيات العقل البشري" (٣).


(١) مقابلة على قناة الجزيرة, في برنامج من واشنطن, مع عضو الكونجرس الأمريكي السابق مارك سلجاندر, وعبد الرحيم فقرا, بتاريخ ٢١/ ٩/٢٠٠٩ م http://www.aljazeera.net/NR/exeres/٥٥٨٠١٩٥ B ٥٦١٢٤ E ٢ DB ٩٩٧ EB ٩٥٥١٦ E ٣٦ FF.htm
(٢) سورة آل عمران: الآية (٧٢ - ٧٣).
(٣) انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة, (٢/ ١٠٥٧) مرجع سابق.

<<  <   >  >>