للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل السنة أن عائشة أفضلُ نساء العالمين. وقالت الشيعة: "أفضل زوجاته خديجة وأفضل نساء العالمين فاطمة ومريم ومريم وآسية" اهـ.

ومنهم من توقف في ذلك وهو ما مال إليه إلكيا (١) الطبري في تعليقه في الأصول. واحتج مَن فضَّل خديجة بأنها أولُ الناس إسلامًا، كما نقل الثعلبي (٢) الإجماع عليه، وبأن لها تأثيرًا في أوَّل الإسلام وكانت تُسلِّي رسول الله وتبذُلُ دونه مالها، فأدركَتْ غُرة الإسلام، واحتَمَلَت الأذى في الله ورسوله، وكانت نصرتُها للرسول في أعظم أوقات الحاجة، فلها من ذلك ما ليس لغيرها. قال أبو بكر بن داود (٣): ولأن عائشة أقرأها


(١) وضع هنا الأستاذ سعيد الأفغاني أداة الاستفهام وقال في تعليقه: هنا كلمة لم نستطع حلها ولم نجد في تراجم الملقبين بالطبري اسمًا أو نعتًا قريبًا من رسمها في الأصل.
قلت: بل هي واضحة في كل من (أ) و (ب) وهو: إلكيا الطبري، العلامة، شيخ الشافعي، ومدرس النظامية، أبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري الهراسي المتوفى سنة ٥٠٤ هـ. له تصانيف حسنة، منها "أحكام القرآن" وهو مطبوع في أربعة أجزاء. انظر "السير" ١٩/ (٢٠٧) والكيا، بكسر الكاف وفتح الياء لفظة فارسية معناها: الكبير القدر، المقدم بين الناس. وترجمته في "وفيات الأعيان" لابن خلكان ٣/ ٢٨٦ - ٢٨٩، ومن كلامه السائر: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح، طارت رؤوس المقاييس في مهاب الرياح.
(٢) هو الإمام الحافظ العلامة، شيخ التفسير أبو إسحاق، أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري المتوفى سنة ٤٢٧ هـ. له كتاب "التفسير الكبير" وكتاب "العرائس" في قصص الأنبياء انظر: "السير" ١٧/ (٢٩٢).
(٣) هو محمد بن داود بن علي الظاهري، العلامة البارع، ذو الفنون، أبو بكر المتوفى سنة ٢٩٧ هـ وهو مصنف كتاب "الزهرة" في الآداب والشعر. له ترجمة في "السير" ١٣ / (٥٦).